ارتسمت الثلاثاء في فرنسا معالم المعركة قبل الدورة الثانية للانتخابات التشريعية مع انسحاب أكثر من 210 مرشحين من اليسار او معسكر الرئيس ايمانويل ماكرون لصالح خصومهم لقطع الطريق أمام حزب التجمع الوطني ومنعه من الحصول على الأغلبية المطلقة الأحد.
وينتهي تقديم الترشيحات رسميا في الساعة 16,00 ت غ وسيعطي صورة أوضح للدورة الثانية من الانتخابات التاريخية الناجمة عن حل الرئيس إيمانويل ماكرون المفاجئ للجمعية الوطنية في 9 حزيران/يونيو.
وكان معظم المرشحين من اليسار (127) أو من معسكر ماكرون (81) ووصلوا في المركز الثالث من الدورة الأولى في دائرة كان حزب الجبهة الوطنية في الطليعة فيها خلال الدورة الأولى.
وإجمالا، مع أكثر من 210 عملية انسحاب سجلتها وكالة فرانس برس، لم يبق سوى حوالي مئة مرشح (ثلاثة أو أربعة مرشحين مؤهلين) من أصل 311 الأحد الماضي.
وفي كثير من الأحيان تهدف هذه الانسحابات إلى منع حزب التجمع الوطني وحلفائه من تشكيل حكومة ستكون تاريخية، اذ لم يصل اليمين المتطرف إلى السلطة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
وبعد ثلاثة أسابيع من الزلزال السياسي الذي أحدثه ماكرون بإعلانه حل الجمعية الوطنية، صو ت الفرنسيون بكثافة الأحد في الجولة الأولى من الانتخابات التي تثير نتائجها ترقب ا كبير ا في الخارج.
وحل التجم ع الوطني (يمين متطر ف) وحلفاؤه في طليعة نتائج الجولة الأولى من الاقتراع، بنيله 33,14% من الأصوات (10,6 مليون صوت). وانت خب 39 نائبا عن هذا الحزب في الجولة الأولى.
وبذلك، تقد م على الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم اليسار (27,99 في المئة)، فيما جاء معسكر ماكرون في المرتبة الثالثة بفارق كبير (20,8 في المئة).
وطالب اليمين المتطر ف الفرنسيين بمنحه غالبية مطلقة في الجولة الثانية. وقال رئيسه الشاب جولادان بارديلا إن الجولة الثانية ستكون “واحدة من الأكثر حسم ا في مجمل تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة” التي تأسست في العام 1958.
دان رئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاما) “تحالفات العار” ودعا الناخبين إلى منحه الأغلبية المطلقة للوصول الى السلطة “في مواجهة التهديد الوجودي للأمة الفرنسية” الذي يمثله اليسار.
من جهتها، اشارت زعيمة اليمين المتطر ف الفرنسي مارين لوبن الثلاثاء الى إمكانية تشكيل حكومة بأغلبية نسبية تبلغ 270 نائبا ، بدعم “على سبيل المثال من بعض اليمين وبعض اليسار وعدد من الجمهوريين (يمين).
اكد ماكرون الذي فتح الباب أمام موجة اليمين المتطرف من خلال الدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة، لوزرائه الاثنين إنه لا ينبغي أن يذهب “صوت واحد” إلى التجمع الوطني.
لكن يبدو أن صوت الرئيس الفرنسي، الذي لم يتحدث علنا منذ اعلان في بروكسل الخميس ورسالة ن شرت الأحد، لم يعد لديه صدى في معسكره الذي يحمله مسؤولية الفشل الذريع في الدورة الأولى وتراجع إلى المركز الثالث بعد التجمع الوطني واليسار.
وقال رئيس الوزراء غابرييل أتال “أنا زعيم الأغلبية، وأنا من يقود هذه الحملة” و”كلمتي هي الأهم”.
وترأس لوبن كتلة نواب التجم ع الوطني في البرلمان الفرنسي كما انت خبت من الجولة الأولى في الشمال.