في تطور لافت للمواقف السياسية في المنطقة، وجهت جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا تحذيرًا صريحًا للجزائر بشأن ما وصفته بـ”وهم التنافس السياسي مع المغرب”. وأكدت الجبهة أن توجه النظام الجزائري نحو دمشق لم يكن مدفوعًا برغبة في تصحيح موقفه من سوريا وشعبها، وإنما جاء ضمن إطار “سباق سياسي غير مبرر” مع الرباط.
وأوضحت الجبهة، في بيان رسمي، أن المغرب لم يظهر أي مؤشر على رغبته في الدخول في منافسة مع الجزائر أو أي دولة أخرى، مشددة على أن المملكة المغربية تمتلك إرثًا سياسيًا وتاريخيًا يجعلها متميزة بتجربتها الخاصة. وأضافت أن المغرب، باعتباره إحدى أقدم الملكيات في العالم، يسير وفق استراتيجيات واضحة بعيدًا عن الأجندات الضيقة، خاصة فيما يتعلق بسوريا.
وفي سياق متصل، أشادت الجبهة بموقف المغرب الثابت تجاه سوريا، مؤكدة أن الرباط لم تنخرط في محور طهران-دمشق، بل تبنت سياسات واضحة تميزت بالحس الأمني العالي. واستشهدت بقرار المغرب قطع علاقاته مع إيران بسبب محاولات الأخيرة التغلغل في المملكة، وهو السيناريو ذاته الذي ما زالت تعيشه الجزائر، وفق تعبير الجبهة.
واختتم البيان بتحذير صريح من المخاطر التي تهدد الجزائر على المدى القريب والمتوسط، مشددًا على أن القلق تجاه مستقبل البلاد ينبع من “محبة الشعب الجزائري والحرص على استقراره”.
يأتي هذا التصريح في ظل توترات دبلوماسية تشهدها المنطقة، حيث تواصل العلاقات الجزائرية-المغربية توترها في عدة ملفات، أبرزها قضية الصحراء والعلاقات الخارجية لكل منهما. وبينما تتجه الجزائر لتعزيز تحالفاتها التقليدية، يواصل المغرب تبني سياسات أكثر انفتاحًا على الساحة الدولية، وهو ما يفسر جزئيًا التباين في مواقف البلدين تجاه قضايا الشرق الأوسط.