Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

البلوكاج التنموي عجل بميلاد حركة سياسية شبابية

يوسف القاضي – جهة درعة تافيلالت

ولدت حركة شبابية بجهة درعة تافيلالت اختير لها اسم حركة شباب التغيير بجهة درعة تافيلالت، استجابة للحاجة التي ولدها ما تشهده الساحة السياسية بالجهة من مخاض سياسي عسير، على بعد شهور قليلة من الانتخابات المقبلة، المقررة في اواخر يونيو 2021.

وإلتأمت في الحركة الشبابية كفاءات شبابية من مختلف الاقاليم الخمسة للجهة، مكسرة بذلك كل القواعد الكلاسيكية للعملية الانتخابية في الجنوب الشرقي، والتي تجعل من المال والقبلية والدين محورا للاستقطاب السياسي وحشد الاصوات.

وتقدم حركة «شباب التغيير درعة تافلالت نفسها كحركة اجتماعية ذات آلية سياسية وتصور في المساهمة الفعالة ضمن الفعاليات السياسية بالجهة لتغيير تصورات التنمية والتسيير السائد بالجهة بمنطق الوزيعة ومنطق تصفية الحسابات السياسية والقبلية والعنصرية في الساحة السياسية مما يخلق بيئة غير سليمة لظهور إرادة وتصور تنموي سليم.» يقول موحا وحا فاعل سياسي وجمعوي أحد اطر الحركة.

وأكد ذات الاطار الشاب في الحركة محاولا ان يبرز لنا طموح الحركة : « فعلا شباب التغيير درعة تافلالت يطمحون لتغيير موقف السياسة من الشباب وموقف السياسيين بالجهة تجاه مشاركة و دور الشباب، لمسح تلك الصورة النمطية عن شباب المنطقة التي تصورهم كفئة عدمية تخلق و تزكي الصراعات و تعتبر فقط خزانا ويدا عاملة انتخابية لتأثيث المشهد السياسي الجهوي.»

وأضاف : « بل نسعي ليكون الشباب هو المشعل الحقيقي لبناء الثقة بين الشباب و المؤسسات السياسية الدستورية و فتح المجال أمامهم لإثبات ذواتهم المناضلة وفق تصور و رؤية سياسية متكاملة.»

وفي جوابه على سؤال إن كانت هناك أيادي خفية تحرك هؤلاء الشباب ؟ أو جهات ما تحاول كسب الرهان السياسي في الجهة بحشد هولاء الشباب؟ قال محمد الرحماوي :« القول بوجود أيادي خفية تحرك الشباب فيه كثير من تزكية النمطية و الحيف ،فمن يقول ذلك يكون هو بنفسه أداة بيد من يريد استدامة الوضع الحالي و تهميش الشباب و شيطنتهم وفق عقدة المؤامرة، لهذا أؤكد ان شباب التغيير كانت فكرة منذ 2015 و تجسدت في 2016 بإنتخاب برلماني شاب من ابناء الجهة.»

وأضاف أن« الحركة تسعى حاليا لتوسيع الفكرة نحو مؤسسات الجماعات الترابية و الجهوية و الوطنية و المهنية.».

وجدد ذات المتحدث :«أنه ومن خلال هذا الحراك السياسي الشبابي نراهن على تغيير تموقف الشباب من موقع المقاطع سلبيا للعملية الانتخابية و المبخس لها، الى موقف المشارك فيها بآلية التقرير أو العقاب. »

واستأنف بتأكيده على أن الحركة تراهن على كسب ثقة المواطنين الذين اصابهم الملل الانتخابي من وجوه ألفوا التصويت لها لعقود و سنين، ” نؤكد اننا لسنا بموقع محاسبة للسابقين و لا بموقع شيطنتهم، بل أتينا بتصور و عرض انتخابي منافس للعروض التي تقدم لعقود و سنين كما قلت و في الأخير المواطنون و البنية هي من سيحسم التنافس.»

وأكد ان الحركة الشبابية قدمت لها عروض مغرية من احزاب سياسية وطنية، ووافقت على شروط الشباب وانتظاراتهم، الا ان الحركة لن تقرر في الانضمام او عدمه الى اي حزب الا بعد اللقاء الجهوي الأول للحركة وحينها سيحسم التوجه الحزبي المتوافق عليه، على حد تعبيره.

وتؤكد الحركة الشبابية أنها منفتحة على التعدد القبلي و الاثني لمختلف قبائل جهة درعة تافيلالت . فشباب التغيير درا تافلالت، تحتضن كل التعبيرات القبلية الأمازيغية و الفيلالية و من عرب الصباح و بني وزيم و بني منيع و من الشرفاء و خاصة بتنسيقية إمتغرن الرشيدية.

ويقول احد شباب التغيير درا تافلالت : « سندخل سوق و ميدان المعركة السياسية وسنوظف الممكن من الأدوات في حدود الضامن لتخليق العملية السياسية و نؤكد أننا مسلمون كاغلب الساكنة و لن نزايد على أحد بتمام او صلاح اسلامنا كما لن نساهم في شراء الذمم عبر تسليع الصوت الانتخابي كما ألف باقي الفرقاء السياسيين دون أن ننفي ان للانتخابات مصاريف. »

ومن جهته قال أحمد اسماعيلي فاعل جمعوي من مدينة الريصاني اقليم الرشيدية، وعضو الحركة :
« حركة شباب التغيير حركة اجتماعية لممارسة الحقوق السياسية، جاءت لمحاربة النمطية. ونحن الآن في فترة مخاض، انفتحنا على عدة تجارب سياسية وحزبية وقد حسمنا مع إحداها تقريبا سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.»

وأضاف : « بطبيعة الحال شباب التغيير يسعى الى تغيير الخريطة السياسية بالجهة ككل، بعد عجز وفشل السياسين المحليين والجهويين عن وضع قطار التنمية في سكته الصحيحة.»

وأكد في تصريحه لاشطاري24، أن ميلاد الحركة، جاء نتيجة الركود السياسي الذي تعيشه جهة درا تافيلالت، واستمرار البلوكاج التنموي في المنطقة، دون اي مبادرة هادفة من الاحزاب السياسية. »

مختتما كلامه بالقول بأن الحركة « جاءت لتخليق الحياة السياسية بالجهة وفق تصور شبابي متنوع المشارب، متوحد الرؤى، مختلف قبائليا، ولكن متحد من حيث الوسائل والاليات لتحقيق الاقلاع التنموي الشامل للجهة وفق الاليات القانونية المسموح بها».

ونفى ذات المتحدث :« صفة وطابع القبلية عن الحركة مؤكدا ان العملية السياسية لا يجب أن تبنى على القبيلة. و نحن شباب نؤمن بالتعدد والتنوع والإنفتاح على مختلف مشارب المنطقة وخير دليل أن الحركة تضم مختلف الأعراق في انسجام تام وتوافق.»

« و أكد اسماعيلي ان رهان الحركة، هو كسب معركة اقناع الفئة العازفة والمقاطعة للعملية الانتخابية عن العدول عن هذه الفكرة، والاقبال على الممارسة السياسية وفق بدائل محفزة ورؤية مستقبلية واضحة المعالم ستطرحها الحركة في مؤتمرها الاول، لتكون نقطة انطلاقة لمصالحة شبابية جهوية مع السياسة.

Exit mobile version