أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن شهر رمضان يشكل فرصة مثالية للإقلاع عن التدخين، حيث يمنح الصيام المدخنين فرصة للتحكم في إدمانهم النفسي والسلوكي.
وأوضح حمضي، في تصريح لـــ أشطاري، أن الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب يمكن أن يساعد المدخنين على كسر العادات المرتبطة بالتدخين، مشيرًا إلى أن الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين ينجحون في التوقف عن التدخين لمدة 30 يومًا تزداد فرصهم بخمسة أضعاف في الإقلاع النهائي مقارنة بغيرهم.
التوقف الفجائي أم التدريجي؟
وأشار الباحث إلى أن التوقف الفجائي عن التدخين خلال رمضان يعطي نتائج أفضل من التدرج في تقليل عدد السجائر، حيث يعزز الشهر الفضيل القدرة على التحكم الذاتي والتخلص من العادات السلوكية المرتبطة بالتدخين.
وأضاف أن من يرغبون في الإقلاع عن التدخين يمكنهم الاستفادة من الدعم الطبي، خاصة أن التوقف المفاجئ قد يؤدي إلى أعراض مثل الصداع، الأرق، والتوتر، مشددًا على أن التدخين يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا، إذ يرتبط بأمراض القلب، السرطان، والجهاز التنفسي.
التدخين في المغرب.. أرقام مقلقة
من جانبه، كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، أن معدل انتشار التدخين في المغرب يبلغ 13.4% بين البالغين، مشيرًا إلى أن التكلفة الاقتصادية السنوية للتبغ تتجاوز 5 مليارات درهم.
وخلال جلسة برلمانية في 6 يناير 2025، أوضح الوزير أن التدخين مسؤول عن 8% من الوفيات في المغرب، و75% من وفيات سرطان الرئة، إلى جانب 10% من الوفيات الناتجة عن أمراض الجهاز التنفسي. كما يُسبب التبغ 74 ألف حالة مرضية سنويًا مرتبطة بأمراض القلب والشرايين، و4,227 حالة جديدة من سرطان الرئة، إضافة إلى 12,800 حالة وفاة مبكرة بسبب التدخين.
رمضان.. بداية جديدة
يشدد الأطباء على أن الإقلاع عن التدخين يتطلب معالجة الإدمان الجسدي والنفسي والسلوكي، مؤكدين أن الفشل في المحاولة الأولى لا يعني الاستسلام، بل هو خطوة نحو النجاح. ويشكل شهر رمضان فرصة ذهبية للمدخنين لإعادة التفكير في عاداتهم واتخاذ القرار الصائب نحو حياة صحية أفضل.
