شهدت جماعة تمنارت التابعة لإقليم طاطا ليلة الأحد، هطول أمطار طوفانية أدت إلى غمر العديد من المنازل وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي تدفق السيول الجارفة في دوار أكرض وقصبة آيت حربيل وإغير أغناين، حيث استغاث السكان وطلبوا المساعدة.
في هذا الصدد، يقول محمد وهو رجل في عقده الرابع للنهار المغربية: “لقد عشنا لحظات من الرعب، لم نشهد مثل هذا الطوفان من قبل، المياه غمرت منازلنا في غضون دقائق، وكل ما تمكنا من فعله هو محاولة إنقاذ أنفسنا وعائلاتنا، أستطيع أن أقول إن هذا كان كابوساً حقيقياً.”
وأضاف المتحدث بحصرة “نحن هنا نعيش في خوف دائم، الأمطار التي هطلت يوم الأحد كانت غير مسبوقة، لم نكن نتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد، كانت هناك صرخات استغاثة في كل مكان، وكنت أرى جيراني يحاولون الخروج من منازلهم الغارقة، كان الوضع مأساويًا.”
وزاد المتحدث:” لقد فقدنا كل شيء، المنازل تضررت وانهارت، والأغراض، وحتى الذكريات، نحن بحاجة إلى المساعدة العاجلة، ولا نعرف كيف سنبدأ من جديد، نطالب الحكومة بتحرك سريع لدعمنا وإعادة بناء ما دمرته هذه السيول”.
وذكر محمد: “كنت أسمع صرخات الأطفال من المنازل المجاورة، كان الأمر كأننا في فيلم رعب، لكن للأسف كانت هذه هي الحقيقة، نحن بحاجة إلى حلول دائمة لحماية مجتمعنا من الكوارث الطبيعية.”
وخلص المتحدث وكله آمل في ما هو قادم: “هذه ليست مجرد أمطار، بل هي حياة وذكريات ضاعت تحت الماء، نريد أن يُسمع صوتنا، ونحتاج إلى دعم قوي من الحكومة، لأننا لم نعد قادرين على تحمل مثل هذه الكوارث. يجب أن نتعلم من هذه التجربة، لأننا لا نريد أن يتكرر هذا، نحن بحاجة إلى حماية أكثر فعالية وأماناً، لنواجه التغيرات المناخية ونحمي مستقبل أطفالنا”.
ورغم المعاناة، لم تُسجل أي خسائر في الأرواح، مما منح بعض الأمل في ظل الفوضى، ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن بعض الطرق الفرعية تعرضت لأضرار نتيجة ارتفاع منسوب الأنهار، مثل نهر أكني يرغ، مما أدى إلى عرقلة حركة المرور وزيادة معاناة السكان.
وفي ليلة الجمعة الماضية، تسببت الأمطار الغزيرة في انقلاب حافلة لنقل الركاب في مدينة طاطا، مما أدى إلى فقدان سبعة أشخاص، في حين تواصل فرق الإنقاذ جهودها للبحث عن المفقودين.
هذا وتسلط هذه الأحداث الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الاستعدادات للطوارئ وزيادة الوعي بين السكان حول كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية.
وفي ظل هذه التطورات دعت العديد من الأصوات إلى ضرورة تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التغيرات المناخية وحماية الأرواح والممتلكات.
هذا وتتزايد الأصوات المطالبة بإعلان منطقة طاطا منطقة منكوبة في ظل الكارثة التي خلفتها الفيضانات الأخيرة، بعدما أسفرت السيول الجارفة عن تدمير العديد من المنازل وتضرر البنية التحتية، مما أدى إلى فقدان الأرواح وتدهور الوضع الإنساني.
ويدعو العديد من الفاعلين المدنيين والسياسيين الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتدخل وتقديم الدعم اللازم للمتضررين.
وحسب دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي لجمع التوقيعات بغرض التوجه بها إلى كل الهيئات الحزبية والنقابية والحقوقية والجمعوية، فإن إعلان المنطقة منكوبة سيمكن من استنفار الموارد الوطنية وتوفير الدعم المالي والإغاثي، مما يساهم في تخفيف المعاناة وإعادة الحياة إلى طبيعتها في هذه المناطق المتضررة.