إختارت اللجنة الخاصة بإعداد تصور النموذج التنموي، إطلاق مشاورات ولقاءات جديدة في ظل جائحة “كورونا”، بحثا عن أفكار ورؤى جديدة تتماشى مع ما فرضته التغييرات العالمية والإقليمية للجائحة، في محاولة من اللجنة تجميع معطيات فكرية ومواقف سياسية وإجتماعية وإقتصادية لبناء تصور مجتمعي جديد، حيث ذهبت اللجنة الى استقبال من وصفتهم بالمؤثرين على الساحة الإعلامية وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، بالموازاة مع إستقبال وفود حزبية.
و عقدت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، جلسة عمل مع وفد عن حزب العدالة والتنمية، لعرض تصور الحزب للنموذج التنموي الجديد المنشود بالمغرب، في ظل جائحة فيروس كوفيد-19، حيث يأتي هذا اللقاء في إطار تعميق اللجنة لأشغالها ضمن سلسلة جديدة من جلسات الاستماع والتشاور مع مختلف الفاعلين من أجل توطيد مقاربتها التشاركية الرامية إلى بناء النموذج التنموي المتوخى، أخذا بعين الاعتبار تداعيات الأزمة الناجمة عن تفشي وباء كورونا.
و قدم وفد الحزب، مذكرة تعرض تصوره للنموذج التنموي في ضوء المرحلة الوبائية التي يعرفها العالم والمغرب، وسبل تدبيرها، حيث أوضح العمراني،، أن الحزب بلور تصوره فيما يتعلق بتدبير الجائحة وأعد مذكرة قدمها خلال هذا اللقاء، تؤكد على المنطلقات الجوهرية التي تؤطر أي بناء للنموذج التنموي الجديد، وأضاف العمراني أن النقاش تركز أساسا على تمفصلات المذكرة الجديدة حول النموذج التنموي وما يتعين اتخاذه من إجراءات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وعلى مستوى التحول الرقمي وغيرها من المجالات الأساسية، معتبرا أن المذكرة الأولى التي قدمها الحزب خلال شهر يناير الماضي ما تزال صالحة ولها راهنيتها باعتبار أن “اختياراتها ليست ثابتة فحسب، بل أكدت الجائحة صوابيتها ومركزيتها”، وقال العمراني إن الحزب أبرز، بناء على دراسته لتحديات المرحلة الوبائية على المستوى الاجتماعي، أن الجائحة أكدت أن هناك حاجة إلى تحقيق التماسك الاجتماعي بسياسات اجتماعية محكمة.
والتقت اللجنةُ الخاصة بالنموذج التنموي، حزب التقدم والاشتراكية، حيث كشف بلاغ للحزب أن اللقاء شكل مناسبةً للجانبين من أجل مناقشةٍ أَدَق لعددٍ من المقترحات، خاصة على ضوء المستجدات التي أفرزتها جائحة كوفيد-19 بانعكاساتها السلبية العامة على كافة المجالات.
وذكر بلاغ حزب التقدم والاشتراكية بأنه كان قد قدم للجنة الخاصة وللرأي العام الوطني مذكرةً في بداية العام الجاري تتضمن اقتراحاته الخمسين بخصوص النموذج التنموي البديل، والتي تقوم على خمسة مداخل ومرتكزات محورية هي: وضع الإنسان في قلب العملية التنموية؛ نمو اقتصادي سريع ومضطرد؛ تحسين الحكامة، إصلاح القضاء، وضمان مَنَاخ مناسب للعمل والأعمال؛ البعد القيمي والثقافي والمجتمعي، ثم الديمقراطية لحمل النموذج التنموي.
وأوضح البلاغ أن هذه المذكرة التي تعززت مضامينُها من خلال وثيقةٍ ثانية هي ” ما بعد جائحة كورونا: مقترحات حزب التقدم والاشتراكية من أجل تعاقد سياسي جديد “، والتي أنتجها الحزب، في بداية شهر يونيو الفائت، إسهاما منه في استشراف الحلول الوطنية لمعضلات ما بعد جائحة كورونا.
وأشار البلاغ أن هذه الوثيقة الاقتراحية على ثلاثة أجزاء مترابطة ومتلازمة، بلورة مخطط اقتصادي للإنعاش، القضاء على الهشاشة والفقر وإعمال العدالة الاجتماعية والنهوض بالثقافة، ثم تعميق المسار الديموقراطي والبناء المؤسساتي.