مثل الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير الأحد امام النيابة العامة المكلفة قضايا الفساد في الخرطوم، حيث ظهر للمرة الأولى أمام الرأي العام منذ إقالته في أبريل تحت ضغط الشارع.
وأطاح الجيش في 11 أبريل بالبشير الذي وصل إلى الحكم على إثر انقلاب عام 1989، وأوقفه عقب حركة احتجاج غير مسبوقة بدأت في ديسمبر بسبب ارتفاع سعر الخبز ثلاثة أضعاف قبل أن تتحول لتظاهرات ضد حكم البشير.
ووصل البشير مرتديا الثياب التقليدية من سجن كوبر إلى مقر النيابة العامة يرافقه موكب آليات عسكرية وعناصر أمنية مسلحة، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس من أمام المكان.
وقال وكيل النيابة علاء دفع الله للصحافيين “تم إحضار الرئيس السابق وإبلاغه بأنه يواجه تهما بموجب المادتين 5 و9 حيازة النقد الأجنبي والمادة 6 الثراء الحرام والمادة 7 الحصول على هدية بطريقة غير قانونية”.
وأفاد مراسل فرانس برس أن البشير غادر بعد دقائق
وسياسيا، توع د نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو الأحد “بإعدام” الذين قاموا بتفريق اعتصام الحركة الاحتجاجية في 3 يونيو ما أدى إلى مقتل العشرات وأثار حملة تنديد دولية.
وقال دقلو في خطاب بث ه التلفزيون الرسمي “نحن نعمل جاهدين لإيصال الذين قاموا بذلك إلى حبل المشنقة” مشيرا إلى كل شخص “ارتكب أي خطأ أو أي تجاوز”.
وأضاف “أبش ركم بالنسبة لفض الاعتصام لن نخذلكم ولن نخذل أسر الشهداء”.
واعتصم المتظاهرون لأسابيع أمام قيادة الجيش في الخرطوم للمطالبة بداية برحيل البشير، ولاحقا للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة لحكومة مدنية.
مذاك، قتل 128 شخصا معظمهم يوم فض الاعتصام، حسب ما أعلنت لجنة الاطباء المقربة من المحتجين. الا ان وزارة الصحة اعتبرت أن الحصيلة في ذلك اليوم بلغت 61 قتيلا فقط في ارجاء البلاد.
واتهم المحتجون وشهود عيان “قوات الدعم السريع” التي يقودها دقلو بتنفيذ الحملة الأمنية الدامية ضد المتظاهرين.
والخميس، أعرب الفريق أول شمس الدين كباشي عن “أسفه” لفض الاعتصام.
وقال للصحافيين إن “المجلس العسكري هو من ات خذ قرار فض الاعتصام (…) ووضعت الخطة لذلك، ولكن بعض الاخطاء والانحرافات حدثت”.
وأكد المتحدث باسم اللجنة العسكرية المكلفة بالتحقيق في عملية قمع المتظاهرين العميد الحقوقي عبد الرحيم بدر الدين عبد الرحيم، السبت للتلفزيون الرسمي أن تقريره لم ي نجز بعد، لكن ه كشف بعض ما توص لت إليه التحقيقات.
وقال إن اللجنة توص لت إلى “ضلوع عدد من الضباط برتب مختلفة (…) ودخولهم ميدان الاعتصام من دون تعليمات من الجهات المختصة”.
ومع تزايد المطالب بإجراء تحقيق مستقل، وصل الأمين العام للجامعة العربي أحمد ابو الغيط الأحد الى الخرطوم حيث التقى البرهان وعدد من قيادات تحالف “إعلان الحرية والتغيير” ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي والحركات السياسية والمدنية السودانية، على ما أعلنت الجامعة
وافاد بيان للجامعة أن الأمين العام شجع خلال كافة اللقاءات التي عقدها “على مواصلة الحوار والعودة إلى التفاوض وعدم الجنوح عن المنهج السلمي للتوصل إلى توافق وطني عريض يعلي مصلحة الدولة”
كما أعرب عن “أسفه العميق” لاحداث فض اعتصام الخرطوم ودعا إلى “استكمال التحقيق” بهدف الكشف عن “المسئولين عنها”
كما أك د أن الجامعة ملتزمة بتقديم الدعم للسودان بما في ذلك في سبيل تطبيع علاقات