أبرز السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أمس الثلاثاء، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التقدم الكبير والمتعدد القطاعات بالصحراء، والذي يضع الأقاليم الجنوبية للمملكة من بين المناطق الأكثر تطورا في إفريقيا.
وأضاف هلال، أمام أعضاء اللجنة، أن “المغرب اختار التطلع إلى المستقبل بدلا من التمسك بالماضي. وعلى الرغم من ارتباطه الشديد بالعملية السياسية للأمم المتحدة، فقد اتخذ بلدي قرارا حازما بعدم انتظار نتائجه وذلك لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في صحرائه، كما هو الحال بالنسبة لجميع المناطق الأخرى بالمملكة”. وأكد أنه على غرار ساكنة العالم الأخرى، فإن ساكنة الصحراء لها أيضا الحق المشروع في التنمية. وهو حق تكفله جميع المواثيق والاتفاقيات وآليات حقوق الإنسان، مضيفا أنه “في هذا الإطار، تعمل بلادي منذ استرجاع أقاليمها الجنوبية على تمكين هذه المنطقة”.
وقال السيد هلال إن “الحقائق والأرقام والإنجازات موجودة، لتشهد على التقدم الكبير والمتعدد القطاعات للصحراء، والذي يضع هذه الأقاليم الجنوبية من المملكة، ليس فقط بين أكثر المناطق تطورا في المغرب والمغرب العربي، ولكن بـ “مجموع القارة الإفريقية”.
وذكر الديبلوماسي المغربي أنه لذلك، يولي المغرب اهتماما خاصا لمشاركة الساكنة المحلية، على كافة المستويات، في اتخاذ القرار بشأن القضايا التي تهمها. وهكذا، انتخب سكان الصحراء المغربية ممثليهم الشرعيين، على المستويين المحلي والوطني، خلال انتخابات 2015 و 2016.
وأكد أنه “بفضل شرعيتهم الديمقراطية المكتسبة من خلال صناديق الاقتراع، فإن ممثلي سكان الصحراء المغربية، وجميعهم وجميعهن من المنطقة، يشاركون في الاجتماعات والمؤتمرات والمنتديات الدولية لإسماع صوت سكان الصحراء. وكان هذا هو الحال أثناء المائدتين المستديرتين بجنيف، وجلسات اللجنة الرابعة واللجنة ال24، بما في ذلك الندوات الإقليمية ومختلف الاجتماعات التشاورية مع الاتحاد الأوروبي للتفاوض بشأن اتفاقيات الفلاحة والصيد البحري الموقعة بين المغرب والاتحاد الأوروبي”. وأضاف أن سنة 2020، رغم تداعيات وباء كوفيد -19، كانت مفصلية بالنسبة لمنطقة الصحراء التي استضافت مؤتمرات وفعاليات ذات طابع دولي، مما يؤكد الاعتراف التام للمجتمع الدولي بالصحراء المغربية.
وفي هذا الصدد، أشار السيد هلال، على سبيل المثال، إلى افتتاح 15 دولة إفريقية قنصليات عامة في الصحراء المغربية، على غرار اتحاد جزر القمر والغابون وساو تومي وبرينسيب وجمهورية إفريقيا الوسطى وكوت ديفوار وبوروندي ومملكة اسواتيني وزامبيا بمدينة العيون، وغامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو بمدينة الداخلة.
وفي السياق ذاته، يضيف هلال، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الافتتاح المرتقب لقنصليتها العامة في مدينة العيون. وستفتح دول أخرى من مناطق مختلفة من العالم مستقبلا تمثيلياتها القنصلية بالأقاليم الجنوبية، معتبرا أن ذلك سيعزز أكثر علاقات المغرب الاقتصادية والتجارية والبشرية مع مجموع إفريقيا والعالم العربي والمجتمع الدولي بشكل عام.
وذكر السفير بانعقاد الدورة الثالثة لمنتدى المغرب – دول جزر