فقد الاتحاد الدولي لكرة القدم الثقة في رجال التحكيم المغربي، عندما أقصاهم من المشاركة في كأس العرب التي تدور تحت إشرافه و برعايته في قطر، من 30 نونبر الى 18 دجنبر2021.
رغم أن التحكيم المغربي دشن لنفسه مسارا مشرفا في منظومة الكرة العالمية، توّجه الراحل سعيد بلقولة بإدارته التاريخية لنهائي كأس العالم بفرنسا 1998بين منتخب الديوك ونظيره البرازيلي، وكان سابقة عربية وافريقية في تاريخ المستديرة، إلا أن إقصاء التحكيم المغربي من كأس العرب – فيفا، يؤكد أن هذا الجهاز لم يعد على ما يرام في عهد لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعهد جمال الكعواشي، رئيس اللجنة المركزية للتحكيم وخالد الرويسي الحكم الدولي السابق والعضو الجامعي المعين من طرف لقجع نفسه.
الدورة الـ 13 من كأس العرب – فيفا للمنتخبات في قطر تنطلق الثلاثاء دون حضور للتحكيم المغربي، واللجنة التنظيمية لهذه التظاهرة التي تبحث عن مكانة ضمن منظومة كرة القدم العالمية، أقصت رجال التحكيم المغاربة من حضورها وأبقت بالكاد على الحكم رضوان جيد استثناء، وأسندت له مهمة حكم مساعد بتقنية”الفار” في بعض المقابلات فقط.
لا نار بدون دخان كما يقال، وإقصاء التحكيم المغربي بهذه الطريقة من تظاهرة عربية هامة، تكتسي طابع الدولية وتحمل اسم فيفا التي تشرف عليها، ليس من فراغ، ويؤكد افتقاد الثقة في التحكيم المغربي، الذي اشتهر في السنين الأخيرة في إطار منافسات البطولة الوطنية “برو”، وفي الشهور والأسابيع الأخيرة بالضبط بسقوط العديد من الحكام في أخطاء كارثية، تتعدى تدني المستوى البدني والتقني لبعضهم، إلى محاباة بعض الفرق والتعاطف معها على حساب أخرى، بل إلى تغليب كفتها، أمام صمت رهيب للجامعة واللجنة المركزية الوطنية للتحكيم وكذلك مديرية التحكيم، خصوصا ان حكاما بعينهم أصبحوا يعينون لإدارة فرق بعينها، أينما حلت وارتحلت كما أن اخرين أصبحوا مختصين في تقنية”الفار” لإدارة مقابلات لفرق دون غيرها..
بما ان البطولة الوطنية الاحترافية “برو ” توجد تحت الرصد والمتابعة الحثيثين، إقليميا وقاريا ودوليا، عبر الإعلام البصري والسمعي والمكتوب ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن العقوبة التأديبية التي نالها مثلا الحكم الداكي الرداد والحكم برقية والحكم بيلوط في الآونة الأخيرة، لارتكابهم أخطاء فادحة ومؤثرة لصالح فرق على حساب أخرى، لابد أن تكون رصدتها فيفا و منظمو كأس العرب، كما لا بد أن يكون لها الوقع الكبير في إقصاء التحكيم المغربي من منافسات كاس العرب – فيفا.
الرأي الإعلامي الذي أدلى به احد الخبراء والمحللين في التحكيم (محمد الموجه)، حسب ما تناقلته مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي، والذي ذهب الى حد اتهام الحكمين الرداد وبرقية، بالتزوبر في استعمال تقنية الفار، يعتبر مؤشرا كبيرا على إقصاء التحكيم المغربي من تظاهرة كأس العرب- فيفا.
اللجنة المركزية للتحكيم ومديرية التحكيم التابعتان لجامعة لقجع، مسؤولتان بدرجة أولى على هذا الإقصاء من تظاهرة عربية تبحث عن مكانة العالمية ضمن منظومة كرة القدم الدولية، كما أنهما الجديران بتفسير غياب التحكيم المغربي عن هذه التظاهرة التي تعد “بروفة”/ تجربة لقطر وللمنتخبات المشاركة وللأطر التقنية والطبية وغيرها في الإعداد و الاستعداد لمونديال قطر 2022.
لكن المسؤول الأول عن مهازل التحكيم الوطني وعن غيابه من كأس العرب – فيفا هو فوزي لقجع الذي كان شدد، بمناسبة اليوم التواصلي للتحكبم،في يونيو الأخير، على ضرورة استقلالية التحكيم في تدبيره اليومي والاستراتيجي، داعيا إلى ضرورة القطع النهائي مع ثقافة تدخل المسير في التحكيم، مؤكدا كذلك أن بعض الأشخاص يحنون للعودة إلى المرحلة التي كان فيها المسؤول يتدخل في التحكيم بشكل مباشر، مشيرا إلى أنه يمنع منعا كليا على الحكام أن تكون لهم علاقة مباشرة مع المسيرين الرياضيين.
قال لقجع قوله هذا، وهو يعلم كما تعلم فيفا والاتحاد العربي لكرة القدم تمام المعرفة، حالة التنافي التي يوجد عليها رئيس العصبة الاحترافية مثلا، الذي هو في نفس الوقت رئيس ناد شهير، كما يعلمون حالات التنافي التي يوجد عليها العديد من مسيري الفرق وعلاقتهم بالعديد من أجهزة الكرة المغربية.