تحول المغاربة قاطبة من مشجعين، مساندين للمنتخب الجزائري في كأس أمم إفريقيا2019، الذي احتضنته مصر، إلى النقيض في كاس أمم إفريقيا(كان- 2022) التي تدور الآن في الكاميرون، ولهم الحق في هذا التحول الذي أملته العديد من المسببات.
تاريخيا، ظل الجمهور المغربي مساندا للجزائر، ليس في كرة القدم وحدها، وإنما في جميع الرياضات الجماعية والفردية، التي يكون الجزائر طرفا فيها، على الرغم من أن المعاملة بالمثل من الطرف الجزائري، لم تكن بنفس المستوى، ومع ذلك ظل الجمهور المغربي، الذي هو من عموم الشعب المغربي، الموسوم بحسن الجوار، واحترام العلاقات التاريخية، والعلاقات الثنائية، وبالكرم والإخاء، على موقفه الثابت من تشجيع الرياضيين الجزائريين، والرياضة الجزائرية ومنها الكرة الجزائرية ومنتخبها الوطني.
لكن الواقع، الذي أثبت أن خلط نظام العسكر الجزائري الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، بالسياسة، جعل المغاربة يتراجعون عن المساندة غير المشروطة للرياضة الجزائرية وعلى رأسها كرة القدم، والمنتخب الجزائري لهذه اللعبة الأكثر شعبية.
في الوقت الذي أجّج نظام العسكر الجزائري الإعلام المأجور والدباب الإلكتروني، وحرض الشعب المقهور بالعديد من المغالطات، من اجل التطاول على القضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، كان من الضروري على الجمهور المغربي الذي هو جزء لا يتجزأ من الشعب المغربي، ألا يقف مكتوف الأيدي أمام قضيته الوطنية الأولى، الصحراء المغربية، في مراجعة حساباته، ورد الصاع الصاعين، بل يقف وقفة رجل واحد لصالح هذه القضية.
عن طريق المنتخب الجزائري لكرة القدم، حاول النظام الجزائري خلط الأوراق بالعديد من المغالطات، خصوصا ما تعلق بالموقف الثابت للمغرب والمغاربة في تعاطيهم مع القضية الفلسطينية وتعاطفهم اللا مشروط مع الشعب الفلسطيني في هذه القضية التي يجعل منها المغرب ملكا وشعبا وحكومة قضيتهم الثانية بعد قضيتهم الأولى، الصحراء المغربية، التي للجزائر حكاما ونظاما وأجهزة عسكرية و مخابراتية تطاولا كبيرا عليها، ما جعل جمهور الكرة قاطبة يفطن إلى اللعبة القذرة التي ظلت الجزائر وحكامها يلعبونها ضد المغرب طوال أكثر من أربعة عقود.
لقد لعب حكام الجزائر بالنار حينما غالطوا لاعبي المنتخب الجزائري بمغالطات تلعب لصالح النظام في استمراره يمتص دماء الشعب الجزائري باستمرار استنزاف خيراتهم، وحينما ألحوا على اللاعبين الجزائريين رفع العلم الفلسطيني في أفراحهم بالانتصارات، زاعمين بهذه البهلوانيات أن المغرب بعلاقاته المتجددة مع إسرائيل تطبيعا، متناسين أن الجزائر عبر رتاريخها لم تقدم شيئا يذكر للقضية الفلسطينية. حكام الجزائر بالنار لعبوا أيضا بالنار حين جعلوا “أشهر” إعلامييهم( دراجي- بريش مثلا) أبواقا تخدم الأجندة السياسية لجنرالات الجزائرعلى حساب الكرة الجزائرية، وفي ذلك اقل الأسباب التي جعلت من الجمهور المغربي يتحول من مشجع للمنتخب الجزائري إلى ناقم عليه، نقمة على الجزائر ونظامها.