دعا المهاجم السابق لمنتخب ألمانيا لكرة القدم والرئيس التنفيذي السابق لنادي بايرن ميونخ الألماني كارل هاينز رومينيغه إلى ضرورة التحلّي بالتواضع، ولكن بمزيد من الشغف والرغبة -أيضًا- من أجل إعادة الاتزان لمنتخب “الماكينات” مجددًا في نهائيات كأس أمم أوروبا القادمة (يورو 2024)، التي ستحتضنها بلاده.
وقال رومينيغه لوكالة الأنباء الألمانية إن إعادة التوازن لمنتخب ألمانيا سيكون المهمة الرئيسية للمجلس الاستشاري الجديد في الاتحاد الألماني لكرة القدم، الذي تم تشكيله بعد الخروج من مرحلة المجموعات لنهائيات كأس العالم، للمرة الثانية على التوالي.
وخرج منتخب ألمانيا -بطل العالم 4 مرات- من كأس العالم قطر 2022، خالي الوفاض عقب هزيمته في الافتتاحية أمام اليابان بهدفين لهدف واحد، ثم تعادله مع إسبانيا بهدف لمثله، ولم يشفع له الانتصار على كوستاريكا 4 ـ2 ليمرّ إلى الدور الثاني.
وأعلن رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بيرند نويندورف تشكيل مجموعة استشارية جديدة لمساعدة المنتخب الألماني على التعافي بعد الخروج المحبط من دور المجموعات بالمونديال القطري، وتضم المجموعة: كارل هاينز رومينيغه بجانب كل من نجوم منتخب ألمانيا السابقين: رودي فولر وماتياس زامر وأوليفر كان، إضافة إلى أوليفر مينتزلاف.
ومن المقرّر أن ينظر المجلس الاستشاري في مستقبل منتخب “المانشافت”، حيث ينتظر أن يكون تحديد خليفة أوليفر بيرهوف -الذي استقال من منصبه مديرًا للمنتخب الأسبوع الماضي- في صدارة جدول أعمال المجلس، كما ينتظر أن يقرّر ما إذا كان هذا المنصب بحاجة لتغييرات داخل اتحاد الكرة الألماني أو لا.
وأشار رومينيغه إلى أنه سيبدأ مباشرة عمله على الفور بداية من الخميس القادم، مضيفًا “يتعيّن علينا أن نضع جدول أعمال، ثم نعمل على الأمور المتوقّعة من فريق العمل، ويجب أن تكون المساهمة الأساسية هي أن ندير الأمور بهدوء حتى ننجح مرة أخرى، ومن المهم أن يكون الدوري الألماني والمنتخب والاتحاد الألماني متقاربين”.
وتابع النجم السابق للمانشافت “ينبغي لنا أن نقف معًا بإخلاص من أجل مصلحة كرة القدم الألمانية، لم يعد هناك وقت للأنانية”.
ويوافق رومينيغه على استمرار هانزي فليك في منصبه مدربًا للمنتخب، رغم الأداء السيئ الذي قدّمه الألمان في قطر، إذ وصف مدرب بايرن ميونخ السابق بأنه “مؤهّل بدرجة عالية”، وبأنه “الشخص المناسب لإدارة هذه البداية الجديدة”، وأوضح أنه ينبغي لألمانيا أن تنظر إلى ما وراء حدودها، إلى دول مثل: كرواتيا أو البرتغال اللتين -رغم صغر حجمهما وتعدادهما- تدفعان بمواهب جديدة بصورة مستمرة.
وكان منتخب البرتغال موجودًا في دور الثمانية بمونديال 2022، في حين صعد منتخب كرواتيا للدور قبل النهائي، وخسر من الأرجنتين.
ولا يزال رومينيغه في قطر خلال الأسبوع الأخير من كأس العالم، وقال إنه لا يزال هناك كثير من الاحترام للمنتخب الألماني، بطل العالم 4 مرات.
وأكّد رومينيغه قائلًا “ستأتي الأوقات الأفضل مرة أخرى، إذا عملنا بحكمة وتركيز الآن، الفريق لديه إمكانات أكبر مما قدّمه في مرحلة المجموعات”.
كما يعتقد أن كأس أمم أوروبا القادمة “يورو 2024″، التي تستضيفها ألمانيا بعد 18 شهرًا، ستكون الهدف الكبير التالي، وأنه يجب على الألمان ألا يعلنوا عن أنفسهم بعد الآن مرشحين للتتويج باللقب قبل البطولات الكبرى، موضحًا أنه “يجب أن يتعلم الألمان من منتخب المغرب المتأهل للدور قبل النهائي في كأس العالم، وكذلك منتخب الأرجنتين، الذي بلغ المباراة النهائية في المونديال، لتحقيق التقارب بين المنتخب والجماهير المنتقدة لأدائه”.
وشدّد النجم الألماني السابق “يجب أن نلعب كرة القدم بتواضع، وعلينا أن نضع قلوبنا وأرواحنا فيها مرة أخرى، انظروا إلى المغاربة ماذا فعلوا، سيكون من المهم للاعبين والطاقم التدريبي العمل في هذا الاتجاه”.
وتابع “علينا أن نجد طريقنا للعودة إلى الوحدة في ألمانيا، علينا أن نعود إلى هذا الوضع في بلدنا، كما حدث في كأس العالم 2006، حيث يشعر الناس مرة أخرى بالسعادة مع المنتخب الوطني، ويتعاطفون معه، ويرتدون القميص بفرح مرة أخرى، الأمر لا يتعلق بالتسويق، ولا يتعلق بالأعمال التجارية، إنه يتعلق بالتلاحم”.
وكان رومينيغه -67 عامًا- واحدًا من نجوم الكرة الألمانية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، إذ بلغ مع منتخب ألمانيا الغربية نهائي كأس العالم في 1982، وخسر اللقب أمام إيطاليا 1986، وخسر -كذلك- أمام الأرجنتين، لكنه فاز بكأس أمم أوروبا 1980 مع منتخب بلاده بعد الفوز على بلجيكا 2 ـ1، كما لعب لفائدة بايرن ميونخ بين 1974 و1984، ثم تولى منصب نائب رئيس بايرن، والمدير التنفيذي للنادي ورئيس مجلس الإداراة في فترات متفرقة بين 1991 و2021.
