بعد نهاية الجولة الثانية من دور المجموعات في بطولة كأس أمم آسيا قطر 2023 نستطيع أن نقول إن الهوة بين منتخبات آسيا انحصرت إلى حد كبير حتى بات لا كبار إلا من خلال الأسماء.
مباريات البطولة إلى حد اللحظة كشفت عن تطور مستويات المنتخبات الصغيرة أو التي لم يسبق أن صعدت على منصات التتويج فأصبحت تشكل عائقا أمام كبار القوم في آسيا.
الجميع رشح أربعة منتخبات لتكون لها الكلمة العليا في البطولة وهي اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وإيران بالإضافة إلى السعودية لكن يبدو الأمر ليست بسهولة الكلام الذي يصدره المحللون.
منتخب اليابان والذي يأتي على رأس الترشيحات بسبب مستوياته في الفترة الأخيرة التي أسقط فيها كبار المنتخبات منها ألمانيا وإسبانيا رغم فوزه الأول خرج في المباراة الثانية قليل الحيلة على مستوى الفعالية الهجومية التي ميزته منذ فترة وهو يوحي بإمكانية خسارته للقب.
قوة الأسماء التي تميز كتيبة الساموراي كانت عاجزة أمام العراق والسقوط كان أداءً ونتيجة فأسود الرافدين تسيدوا الميدان منذ انطلاق المباراة واستحقوا الفوز واستحواذ اليابان على الكرة يمكن التعبير عنه باللعب السلبي كما الحال في عالم كرة اليد.
من جانب آخر يبرز منتخب أستراليا كأحد المرشحين لنيل اللقب الآسيوي من قبل المرشحين ورغم الفوزين والتأهل لم يمكن الكانجارو بتلك القوة التي شاهدناها في كأس العالم قطر 2022.
بأداء كان بدنيا بحتا إلى حد اللحظة المنتخب الأسترالي لم يحقق فوزا مقنعا يظهر إمكانياته القوية وفي كثير من الأحيان وقف الحظ إلى جانبه خصوصا في مواجهة منتخب سوريا رغم أنه الأقرب في نظري لتحقيق اللقب نظرا لحضوره البدني والذهني القوي.
أما منتخب كوريا الجنوبية ظهر بمستوى لا يخيف الخصوم ولا يؤكد قدرته على التتويج باللقب رغم الفوز الأول بثلاثية لواحد أمام منتخب البحرين لكن مواجهة الأردن كشفت للجميع أن أي منتخب في الأدوار القادمة قادر على الإطاحة بالشمشون الكوري من البطولة الآسيوية.
منتخب الأردن استطاع كبح جماح أسلحة منتخب كوريا الجنوبية التي لم تتمكن من فك شفرة دفاع النشامى إلا من خلال الأخطاء والنيران الصديقة حيث يجيب الضغط رغم أنه لم يكن فعالا طوال فترات المباراة.
منتخب إيران بدوره قدم بداية قوية أمام فلسطين وكان واضحا أنه سيتسيد المجموعة دون معاناة نظرا لفارق القوة بينه وبين بقية منتخبات المجموعة لكن المواجهة الثانية أمام هونج كونج عطلت أسلحته وحقق فوزا صعبا وخرج من عنق الزجاجة بسبب الشخصية التي بدأ عليها منتخب هونج كونج.
ورغم تأهل المنتخب الإيراني إلى الدور القادم إلا أنه سيكون أمام اختيارات صعبة لاستعادة العرش الآسيوي الذي يغيب عنه منذ عقود خصوصا وأن غالبية المنتخبات أبدت شراسة وحضورا كبيرا خلال دور المجموعات.
أما الأخضر السعودي الذي يحلم بإعادة أمجاده القارية مشاركته في هذه البطولة رافقها العديد من المشاكل على مستوى الأسماء سواء كانت إصابات أو استبعاد أو تمرد على المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني وتراجع مستوى البعض الأخضر.
المنتخب السعودي ومنذ الفوز على الأرجنتين في كأس العالم قطر 2022 بدأ في التراجع بشكل خاصة بعد مغادرة مدربة هيرفي رينار وحتى الفوزين ضد منتخب عمان وقيرغيزستان وهي منقوصة من لاعبين لم يكن الأداء يوحي بأنه سيكون بطل هده النسخة.
إذن إن كان البطل من هاته الأسماء الكبيرة سيعاني حتما للظفر بالعرش الآسيوي ورغم إنني أرشح المنتخب الأسترالي لجاهزيته الفنية والبدنيّة إلا إن الأمر لن يخلو من المفاجآت في هذه البطولة نظرا لتطور مستوى جميع المنتخبات في القارة.