بعد شهور من الجدل القانوني والتجاذب القضائي، أُسدل الستار على واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في تقاطع السياسة والرياضة.
فقد وافقت وزارة العدل الألمانية رسميًا على تسليم محمد بودريقة، البرلماني السابق والرئيس الأسبق لنادي الرجاء البيضاوي، إلى السلطات المغربية، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من فصول التحقيق والمتابعة.
الخبر لم يأتِ مفاجئًا تمامًا، لكنه شكّل نقطة تحوّل بعد أن سدت كل الأبواب القانونية في وجه بودريقة، خاصة بعد أن رفضت المحكمة الدستورية الألمانية طعنه الأخير في الرابع من أبريل، دون حتى تقديم تعليل، كما يتيح لها القانون الألماني في بعض الحالات.
المعني بالأمر ما يزال قابعا خلف القضبان في أحد سجون مدينة هامبورغ، حيث تم توقيفه في مطار المدينة يوم 16 يوليوز 2024، بناءً على مذكرة دولية صادرة عن “الإنتربول” بطلب رسمي من الرباط.
القضية لا تتعلق بمجرد اسم بارز في عالم الرياضة، بل برجل تقلّب في مواقع المسؤولية بين السياسة والرياضة، قبل أن يجد نفسه في قلب عاصفة قانونية تتعلق بإصدار شيكات بدون رصيد، وتهم النصب والاحتيال، وهي ملفات ما تزال تثير الكثير من علامات الاستفهام، خصوصًا بالنظر إلى طبيعة المناصب التي تقلدها بودريقة في وقت سابق.
هذا التطور القضائي يأتي في أعقاب مسار متسارع من السقوط السياسي؛ فقد سبق للمحكمة الدستورية المغربية أن جرّدته من مقعده البرلماني، قبل أن يُعزل أيضًا من رئاسة مقاطعة مرس السلطان بقرار صادر عن المحكمة الإدارية.
اليوم، كل الأنظار تتجه نحو ما سيحدث بعد التسليم. هل سيمثل بودريقة أمام العدالة المغربية قريبًا؟ وهل ستتكشف فصول جديدة من قصته التي تجمع بين الطموح والانهيار؟ أم أن ما خفي كان أعظم؟