دخلت المديرية العامة للأمن الوطني، مرحلة التشديد في فرض الكمامة ومراقبة التزام بالتدابير الصحية و الوقائية ضد تفشي “كورونا”، حيث تجوب دوريات أمنية الشوارع لمراقبة التجمعات و المتورطين في خرق عدم ارتداء الكمامات، كما انتشر عناصر الأمن بمحطات القطار و الساحات، لتسجيل مخالفات عدم ارتداء الكمامة، وتوقيف المتورطين في الخرق القانوني عبر تسجيل المخالفة وتنقيط رقم البطاقة الوطنية للمخالف.
وجاءت الاجراءات الجديدة نتيجة توجه المغرب الى فتح الحدود، ومن أجل ضبط الوضعية الوبائية بعد تفشي متحور “أوميكرون”، حيث نبه خبراء اللجنة العلمية الى صعوبة الأسبوعين المقبلين في تفشي المتحور الجديد، حيث قال البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية لكوفيد-19، إن المغرب يدخل مرحلة صعبة في مواجهة أوميكرون، على الأقل خلال الأسبوعين المقبلين.
وأوضح إبراهيمي في تدوينة له، أنه وبوصولنا لذروة عدد الإصابات واستقرار نسبة التحاليل الإيجابية، سنشهد ارتفاع عدد المرضى الذين سيدخلون المستشفيات وأقسام الإنعاش والعناية المركزة، إضافة إلى ارتفاع عدد الوفيات.
ونبه إبراهيمي إلى أن الأطر الصحية تعيش هذه الأيام تحت ضغط رهيب لإنقاذ أرواح المئات من المغاربة، رغم الإنهاك والتعب ومرض الكثير منهم.
ودعا عضو اللجنة العلمية إلى حماية الفئات الهشة التي تتوافد بكثرة على المستشفيات، مبرزا أن الأرقام في هذا الصدد تفيد بأنه في كل خمس وفيات بالكوفيد اليوم، أربعة منهم لم يحترموا البروتوكول التلقيحي، والمسطر في جرعتين وجرعة معززة بعد أربعة أشهر، أما الشخص الوحيد الملقح المتوفى فيكون سنه فوق 65 سنة وبثلاث أمراض مزمنة متزامنة، وشدد إبراهيمي على ضرورة التعاون والتحلي بالمسؤولية في مقاربة جماعية لإبطاء معدل الدخول إلى المستشفيات، ووحدات العناية المركزة بشكل مستدام.
و قال سعيد متوكل، عضو اللجنة العلمية ضد كوفيد 19، إن ارتفاع نسبة الإماتة يعزى لسببين: الفارق الزمني بين الإصابة وتدهور الحالة، وتراكم الحالات الصعبة، مؤكدا ضمن تصريح لهسبريس أن العدد سيرتفع ليتراوح ما بين ثلاثين إلى أربعين حالة وفاة يوميا، ثم يعاود الانخفاض.
وشرح متوكل ضمن حديثه للاعلام هناك ” فارقا زمنيا بين ظهور الأعراض وتطور حالة المريض مع مرور الأيام”، مشيرا إلى أن ” بعض المرضى في الأسبوع الثاني يصبحون في وضعية حرجة ويدخلون مصالح الإنعاش، التي خلالها يستمر الاستشفاء من أسبوعين إلى ثلاثة، وقد يصل الأمر إلى الموت بعدها”.
وأكد أن هذا “الفارق الزمني” هو الذي يجعل نسبة الإماتة ترتفع، إضافة إلى التراكم، إذ يتجاوز اليوم عدد المرضى بمصالح الإنعاش والذين حالاتهم خطيرة الـ120، وتتراوح نسبة الإماتة من ضمنهم ما بين 25 و30 في المائة، مردفا ” دخلنا مرحلة منحنى تنازلي لعدد الحالات، يصاحبها ارتفاع الإماتة، ولن ترتفع أكثر، بل ستعرف انخفاضا بعد أسبوع أو أسبوعين لتصل إلى عشر حالات، وأضاف متوكل “إذا ما قارنا الحالات الإيجابية في اليوم والموتى يبقى الأمر أقل مما عرفناه في شهري غشت الماضي ونونبر 2020، وإذا ما قارناها بعدد الموتى في أوروبا فمثلا في فرنسا يصل إلى المئات”.