في الوقت الذي ينعم المغرب والمغاربة بمعدل تدفق للأنترنيت عالي الصبيب، قدر بـقرابة 7 ميغابايت خلال الثانية، ما زالت الجارة الجزائر، بلاد الغاز والبترول تعاني من ضعف تدفق الشبكة على مجموع ترابها، حيث أكد وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية الجزائري توقف هذا الصبيب عند 2 ميغابايت، زاعما تحسين سرعة هذا التدفق إلى قرابة 4 ميغابايت مع نهاية السنة الجارية.
مصادر متطابقة من الجزائر وخارجها أكدت أن مزاعم الوزير الجزائري التي أطلق لها العنان أول أمس بتيبازة الجزائرية، ما هي إلا فصل من فصول شراء السلم الاجتماعي المشتعل هذه الأيام تزامنا مع اشتداد الحراك الشعبي الذي تعج به كل مدن الجزائر وقراها في الذكرى الثانية لهذا الحراك الذي ما زال يطالب بتغيير النظام ويتهم القادة الجزائريين بتجويع الشعب وتهميشه ونهب ثرواته وحرمانه من أبسط ضروريات المعيشة، فبالأحرى الكماليات التي يدخل في إطارها الأنترنيت بطبيعة الحال.
وبينما أكد الوزير، إبراهيم بومزار، الإثنين بتيبازة، أن مصالحه تعمل على مشروع الرفع من تدفق الأنترنت والمرور من 2 إلى 4 ميغا قبل نهاية السنة عبر كامل التراب الوطني، أكد تقرير جديد لمؤسسة “كابل”، حول سرعة الأنترنت، احتلال الجزائر المراتب الأخيرة (187) عالميا وعربيا رفقة اليمن، في سنة 2020 وهو نفس التقريرالذي كان وضع الجزائر في ذات المرتبة خلا ل تصنيف 2019.
وبينما شهد المغرب طفرة نوعية وكبيرة على مستوى الأنترنيت الثابت والنقال بموازاة مع الطفرة الكبيرة لمشمول قطاع الهواتف والاتصالات والطفرة للمجال الرقمي وصناعاته وخدماته الذكية والمتعددة، اعتمادا على بنيات تحتية هائلة يشهد العالم أجمع بتطورها ونجاعة ذكائها، ما زالت الجزائر تفتقر إلى أبسط البنيات التي تتيح لمواطنيها مسايرة العالم الذكي من الخدمات الرقمية، وهو الشيء الذي يفسره قرب دخول المغرب الجيل الخامس، فيما ما زالت الجزائر تقتصر على الجيل الثاني وبالكاد الجيل الثالث، كما يفسره قول الوزير الجزائري الذي أدلى به في ختام زيارة عمل قادته لولاية تيبازة مبرزا أن قضية الصبيب تتعلق فقط بسياسة أسعار تنتهجها مؤسسة اتصالات الجزائر على اعتبار أنها مؤسسة تجارية، الشيء الذي يؤكد أن هيمنة جنرالات الجزائر على قطاع الاتصالات يجعلهم يتحكمون فيها من جهة بهدف الثراء الفاحش، ويبسطون عليها سلطة المراقبة الشاملة مخافة تفتح المواطنين الجزائريين على أقرب الجيران، المغاربة، وعلى ما ينعمون به من خيرات تتعدى المواد الضرورية للمعيشة إلى جودة الحياة بسيادة الديمقراطية ومشمول الحريات، تضيف المصادر المذكورة.
وبعد أن ذكر بعملية انتقال استفادة مليونَيْ زبون من تدفق بحجم يفوق 2 ميغا في وقت سابق، قال الوزير الجزائري إن تعميمها على باقي الزبائن وارد قبل نهاية السنة الجارية مبرزا في هذا الخصوص أن شبكة الاتصالات بولاية تيبازة على سبيل المثال تسمح بأريحية للاستفادة من تدفقات عالية للأنترنت بعد عصرنتها وإدخال أحدث التكنولوحيات والأجيال عليها، وهو ما اعتبرته المصادر المتطابقة مجرد ذرّ الرماد في عيون الجزائريين لإسكات الأصوات المناهضة لسياسات التهميش والتجويع والمطالبة بتغيير النظام.
وكان الوزير الجزائري قد أشرف رفقة والي تيبازة، لبيبة ويناز، على ربط حي 500 سكن ترقوي عمومي بشبكة التدفق من 2 ميغا وكذا ربط حي دوار السراحنة بشبكة الجيل الثالث.
كما شكلت الزيارة فرصة للتوجه نحو مناطق الظل بأعالي بوحريز، غربي تيبازة، حيث تم إطلاق شبكة الهاتف النقال “موبيليس” فضلا عن زيارة موقع إنجاز نظام الجيل الرابع لفائدة أربع مناطق ظل بتعداد سكني يقدر بقرابة 4.000 نسمة.