كشف السفير عمر هلال الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، لأعضاء مجلس الأمن عن آخر التطورات في منطقة الكركرات بالصحراء المغربية ، وطبيعة التدخل الناجع والناجح الذي قامت به القوات المسلحة الملكية على مستوى المعبر الحدودي.
وأوضح هلال ، في رسالتين موجهتين إلى الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة منذ 13 نونبر واللتين ستنشران كوثائق رسمية لمجلس الأمن مع إدراجهما في سجلات هذه الهيئة ، أن هذه العملية مكنت من إنهاء حالة العرقلة التي تسببت فيها ميليشيات ” البوليساريو” وإعادة الحركة المدنية والتجارية على مستوى هذا المحور الطرقي الذي يربط المغرب بموريتانيا .
وأكد هلال في هاتين الرسالتين، أن العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية والرامية إلى وضع حد نهائي للانتهاكات غير المقبولة من قبل ” البوليساريو ” لوقف إطلاق النار وللاتفاقات العسكرية وقرارات مجلس الأمن، بمنطقة الكركرات، تمت بشكل سلمي ومن دون أي تهديد أو مساس بحياة وسلامة المدنيين ، مضيفا أن هذه العملية تمت كذلك بحضور بعثة المينورسو التي راقبتها بشكل كامل.
وشدد هلال، على أنه لم يتم تسجيل أي ضحايا خلال هذا العمل غير الهجومي وبدون أية نية قتالية، وتابع أن العمل المشروع الذي قام به المغرب لقي ترحيبا وتثمينا بالإجماع من الشعب المغربي بكافة مكوناته ، لا سيما سكان الصحراء، كما حظي بدعم قوي ونشط من المجتمع الدولي ، لافتا إلى أن عددا كبيرا جدا من الدول الإفريقية والعربية والأوروبية ومن أمريكا اللاتينية والكاريبي ودول أخرى ، وكذا منظمات دولية وإقليمية أيدت بالإجماع العمل الحاسم الذي قام به المغرب ، والذي مكن من استعادة حرية الحركة في معبر الكركرات، كما أطلع هلال أعضاء مجلس الأمن ، في الرسالتين ، على فحوى الاتصال الهاتفي الذي أجراه صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش يوم 16 نونبر ، والذي تمحور حول آخر تطورات قضية الصحراء المغربية ، خاصة الوضع في منطقة الكركرات .
ومما جاء في الرسالتين، أن جلالة الملك أكد خلال الاتصال الهاتفي ، أنه على إثر فشل كافة المحاولات المحمودة للأمين العام، تحملت المملكة المغربية مسؤولياتها في إطار حقها المشروع تماما ، وأعادت الوضع إلى طبيعته، وقامت بتسوية المشكل بصفة نهائية، كما أعادت انسيابية حركة التنقل في هذه المنطقة الواقعة بين المغرب والجمهورية الإسلامية الموريتانية ، موضحا أن المملكة المغربية ستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية بهدف فرض النظام وضمان حركة تنقل آمنة وانسيابية للأشخاص والبضائع في هذه المنطقة ، وجدد جلالة الملك التأكيد لغوتيريش على تشبث المغرب الراسخ بوقف إطلاق النار، وبالحزم ذاته، تظل المملكة عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها .
كما أكد جلالة الملك للأمين العام بأن المملكة ستواصل دعم جهوده في إطار المسلسل السياسي. هذا المسلسل يتعين أن يستأنف على أساس معايير واضحة، ويشرك الأطراف الحقيقية في هذا النزاع الإقليمي، ويمكن من إيجاد حل واقعي وقابل للتحقق في إطار سيادة المملكة .
وكان السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، اعتبر في مداخلة على قناة ” سي إن إن انترناشنال”، أنه بخرقها لاتفاق وقف إطلاق النار، تكون الجماعة الانفصالية المسلحة “البوليساريو” قد “أقصت نفسها” من أي مشاركة في المسلسل السياسي حول الصحراء المغربية، وأظهرت للعالم برمته أنه ليس لها من مكان حول الموائد المستديرة، وقال هلال “عندما يعلن طرف الحرب وينسحب من اتفاق وقف إطلاق النار، لا يعود له مكان في طاولة المفاوضات “البوليساريو” أقصت نفسها بكل بساطة من أي مشاركة في المسلسل السياسي”.
و أشار هلال إلى أن “البوليساريو” وميلشياتها المسلحة هي التي كانت وراء التوترات في المنطقة العازلة للكركارات بالصحراء المغربية حيث اقتادت يوم 21 اكتوبر الماضي نساء وأطفالا، إلى جانب عناصر مسلحة، لعرقلة حركة المرور المدنية والتجارية على مستوى هذا المعبر، مؤكدا أنه رغم هذه الوضعية، فإن المغرب قد امتنع، بطلب من الأمين العام للامم المتحدة، عن أي تدخل على مدى عدة أيام، وأضاف “لكنه وكما تعلمون، هناك وقت للدبلوماسية وهناك وقت للتدخل”، مبرزا أنه أمام رفض “البوليساريو” الاستجابة لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة، فإنه لم يكن أمام المغرب من خيار سوى تحمل مسؤولياته والإمساك بزمام الأمور عبر القيام بعملية تنم عن عبقرية مدنية لإعادة حركة المرور بمعبر الكركارات إلى وضعها الطبيعي.
وأوضح السفير أن هذه العملية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية قد تمت في وضح النهار وبحضور المراقبين الأمميين، مشيرا إلى أنه لم تتم إصابة أو الاحتكاك بأي مدني خلال هذه العملية، وفي معرض رده على الدعايات المضللة لانفصاليي “البوليساريو” بخصوص الوضع في الكركارات، أكد السيد هلال أن المغرب يستند إلى الحقائق، لأنه “وكما قال الرئيس الثاني للولايات المتحدة، جون آدامز، ذات مرة: الحقائق أشياء عنيدة جدا”، وقال السفير إن “الحقائق هي أن “البوليساريو” هي التي جلبت مدنيين وعناصر مسلحة إلى الكركارات، و”البوليساريو” هي التي أعلنت رسميا إنهاء وقف إطلاق النار”، مشددا على أن المغرب لم يشر في أي وقت من الأوقات إلى تخليه عن وقف إطلاق النار أو عن المسلسل السياسي.
و أكد هلال أن “آلية الاستفتاء بالصحراء تم إقبارها منذ أزيد من عقدين”، وأنه “لا يمكن بتاتا إحياء الموتى”، وأضاف أنه “لست أنا فقط من يقول هذا الكلام. فمجلس الأمن الدولي لم يشر إلى الاستفتاء في جميع القرارات المعتمدة خلال السنوات العشرين الماضية”. وبخصوص الحل السياسي لنزاع الصحراء المغربية، جدد الديبلوماسي التأكيد أنه لايوجد سوى حل سياسي واحد وأوحد، وهو الحكم الذاتي الموسع تحت سيادة المغرب وفي إطار وحدته الترابية.