انعقد الخميس بالرباط، لقاء خصص لتفعيل اتفاقية للشراكة بين عاصمة المملكة ودكار، بهدف مواكبة العاصمة السنغالية في وضع مشروع للتأهيل والرقي بالفضاءات العمومية، وتثمين التراث المعماري للمدينة.
ويندرج هذا اللقاء في إطار زيارة عمل للرباط، يقوم بها وفد عن مدينة دكار تقوده عمدة المدينة، سهام الورديني، على مدى أربعة أيام، لتفعيل اتفاقية شراكة كان قد تم التوقيع عليها في إطار الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية (أفريسيتي) المنعقدة بمراكش في نونبر 2018.
وقالت المديرة العامة للوكالة الحضرية للرباط وسلا، خدوج كنو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن انعقاد هذا اللقاء يأتي في سياق تنفيذ التوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تؤكد على ضرورة الاهتمام بالعمق الإفريقي وتبادل التجارب بين المغرب والبلدان الافريقية، مسجلة أن المغرب يضع تجربته المتميزة للوكالات الحضرية رهن إشارة المدن الإفريقية، وذلك من خلال عقد مجموعة من اتفاقيات الشراكة.
وأضافت ة كنو أن الهدف من هذا اللقاء يتمثل في تفعيل مضامين هذه الاتفاقية، والعمل على تكوين فريق عمل مندمج يعنى بإشكالية التخطيط الحضري، وطرح الحلول للإشكاليات والإكراهات التي تعرفها مدينتا الرباط ودكار، وتبادل التجارب وتقاسم الخبرات التي راكمتها الوكالة الحضرية مع البلدان الإفريقية في مجال التخطيط العمراني.
وتابعت أن لقاء الرباط، الذي يفتتح سلسلة من اللقاءات ثنائية المدن من أجل بلورة مشروع حضري يرتكز على مقاربة مندمجة لرفع التحديات التي يواجهها المحيط الحضري، ووضع تصور جماعي للمشروع الحضري لمدينة دكار، يشكل مناسبة لوضع آليات العمل لتفعيل هذه الاتفاقية، والمتمثلة في تطورير أدوات لإعادة التأهيل والتجديد الحضري، واعتماد وسائل تثمين الثرات الحضري والمعماري، فضلا عن اعتماد آليات التدبير والحكامة المجالية.
من جانبه، أبرز مدير مركز التفكير “أوربان أفريكا” والمدير السابق للبرامج بالأمم المتحدة للإسكان ومستشار مواكب لهذا المشروع، ألوين باديان، في تصريح مماثل، أن زيارة العمل التي يقوم بها وفد عن مدينة دكار تندرج في إطار اتفاقية الشراكة بين فدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب (مجال) والمدن الإفريقية، وأكثر تحديدا في إطار الشراكة الثنائية بين دكار والرباط.
وتابع أن هذه الشراكة الثنائية تروم وضع مشروع للتأهيل والرقي بالفضاءات العمومية، وتثمين التراث المعماري الغني لمدينة دكار، والذي تم تصنيف جزء منه ضمن التراث العالمي لليونيسكو، مضيفا أن هذه الشراكة ترمي أيضا إلى استلهام التجربة المغربية والاستفادة من خبرة مدينة الرباط، من خلال دعم الوكالة الحضرية الرباط سلا، وذلك لتوجيه الخبراء السنغاليين في المجال، ودعمهم حتى يمكن إدراج هذا المشروع ضمن التراث العالمي لليونسكو.