تحتضن مدينة الرباط، اليوم السبت 9 نونبر 2024، الجامعة السنوية لحزب التقدم والاشتراكية، والتي تأتي هذه السنة تحت شعار “السياسة أولاً… لإنجاح المشروع الديمقراطي التنموي”.
هذا اللقاء يشكل مناسبة للنقاش والتفكير الجماعي في قضايا الإصلاح الديمقراطي والتنمية المستدامة، بمشاركة نخبة من الفاعلين السياسيين والخبراء والمهتمين بالشأن العام.
في أرضيته التأسيسية، يشير الحزب إلى أن المغرب حقق مكتسبات هامة خلال مسيرته نحو بناء دولة وطنية حديثة تقوم على ديمقراطية فعلية ومؤسسات قوية وعدالة اجتماعية ومجالية.
ومن بين أبرز المحطات، يبرز تحقيق المصالحة الوطنية، واعتماد دستور 2011 بنَفَس ديمقراطي وحقوقي، وتبني سياسات اقتصادية واجتماعية طموحة. غير أن الحزب يلفت الانتباه إلى التحديات التي تواجه البلاد حاليًا، حيث يشهد الفضاء السياسي حالة من الانحباس، تعكسها مؤشرات متعددة، منها ضعف المشاركة السياسية وتزايد الاحتقان الاجتماعي.
ويرى حزب التقدم والاشتراكية أن هناك تراجعًا مقلقًا في ثقة المواطنين بالمؤسسات السياسية والعمل الحزبي، وهو ما يعزوه إلى ظواهر الفساد واستمرار تبني مقاربات تقنوقراطية تغيب السياسة وتعزل الفاعلين السياسيين عن نبض المجتمع. ويعتبر الحزب أن هذه الوضعية تُفاقم الشعور بالإحباط وتؤدي إلى عزوف المواطنين عن المشاركة السياسية.
في هذا السياق، يشدد الحزب على ضرورة استعادة نبل السياسة ومصداقيتها كمدخل أساسي لتجاوز هذه التحديات. ويرى أن الحل يكمن في تعزيز الديمقراطية التمثيلية والتشاركية، من خلال إشراك المواطنين بشكل فعلي في اتخاذ القرار وتقوية دور المؤسسات المنتخبة.
وتطرح الجامعة السنوية مجموعة من الأسئلة المحورية حول أسباب تعثر المسار الديمقراطي، والعوائق التي تحول دون تفعيل مقتضيات الدستور بالشكل الأمثل. كما تسلط الضوء على مسؤوليات الفاعلين السياسيين والمجتمعيين، داعية إلى توحيد الجهود والنضال المشترك لمواجهة التحديات الراهنة.
ويؤكد الحزب أن المغرب يحتاج إلى إصلاحات عميقة وشاملة تعيد الثقة في السياسة، وتضمن تنمية عادلة وشاملة يستفيد منها جميع المغاربة.