في خطوة تعكس تزايد التوتر داخل مكونات الأغلبية الحكومية، وجه حزب الأصالة والمعاصرة دعوة صريحة إلى شريكيه في الائتلاف الحكومي، حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال، للالتزام بمضامين ميثاق الأغلبية وتفعيل آلياته بانتظام.
وجاء ذلك في بلاغ صادر عن المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، عقب اجتماع عقده برئاسة وزيرة الإسكان والتعمير، فاطمة الزهراء المنصوري، يوم الثلاثاء 21 يناير الجاري. وأكد الحزب على ضرورة احترام ميثاق الأغلبية، بما يضمن التنسيق الدائم والتشاور الفوري لمواجهة التحديات التي تفرضها المستجدات السياسية والتنظيمية.
وأشار البيان إلى أن “التحولات والمتغيرات الاجتماعية والثقافية الطارئة” تتطلب من مكونات الأغلبية الحكومية تعزيز التنسيق المشترك لضمان استجابة فعالة للتحديات الراهنة. وشدد الحزب على أهمية عقد دورات منتظمة لمجلس الرئاسة، كإطار رئيسي لمناقشة القضايا المستجدة واتخاذ القرارات بشكل موحد.
ورغم عدم الإشارة إلى تفاصيل محددة حول “التحولات والمتغيرات” التي تحدث عنها البلاغ، إلا أن مصادر مطلعة تفيد بأن الأصالة والمعاصرة يسعى للضغط باتجاه تحسين مستوى التنسيق بين الأطراف الحكومية، خاصة في ظل بعض التباينات التي برزت مؤخراً بشأن ملفات اجتماعية واقتصادية حساسة.
ويعتبر ميثاق الأغلبية أحد الأسس التي تم الاتفاق عليها بين الأحزاب الثلاثة لتسيير العمل الحكومي بطريقة متوازنة، حيث ينص على التشاور الدوري لضمان توحيد الرؤية حيال القضايا الكبرى، وتجنب الخلافات التي قد تؤثر على الأداء الحكومي.
وتأتي هذه الدعوة في سياق يواجه فيه الائتلاف الحكومي تحديات متزايدة على صعيد الملفات الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك مطالب تحسين مستويات المعيشة ومواجهة أزمة البطالة، فضلاً عن تطلعات المواطنين لتسريع تنفيذ الإصلاحات المعلنة.