مرة أخرى، يثبت الأبطال المغاربة في رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة أن العزيمة لا تعرف المستحيل.
- فقد اختتمت بعثة المنتخب الوطني مشاركتها في النسخة التاسعة عشرة من ملتقى تونس الدولي للبارا ألعاب القوى، بإنجاز لافت توّج بست ميداليات ملونة: ذهبيتان، فضية، وثلاث برونزيات، في لحظة أكدت أن الحلم المغربي مستمر في التوهج على المضمار الدولي.
وجاء الذهب الأول بيد زكرياء الدرهم في مسابقة رمي الجلة (فئة F33)، وهو إنجاز يعكس خبرة البطل واستعداده للمواعيد الكبرى، فيما أهدت يسرى كريم المغرب الذهب الثاني في رمي القرص (فئة F41)، متقدمة على زميلتها حياة الكرعة التي أضافت فضية إلى رصيد المغرب في المنافسات.
أما الميداليات البرونزية، فكانت من نصيب نور الهدى الكاوي في رمي القرص (فئة F55)، وزكري يوسف في سباق 100 متر (فئة T36)، إلى جانب زكرياء الزهري الذي تألق في رمي الرمح (فئة F44).
نتائج المنتخب الوطني نالت إشادة عادل بدر الدين الصلبي، عضو المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، الذي وصف مشاركة المغرب في ملتقى تونس بـ”الجيدة”، خاصة في ظل المستوى العالي للمتنافسين، والرهانات المرتبطة بالتأهل إلى بطولة العالم القادمة.
وأكد الصلبي أن 12 رياضيًا مغربيًا تمكنوا من تحقيق أرقام مؤهِّلة للمشاركة في بطولة العالم للبارا ألعاب القوى، المرتقبة بنيودلهي الهندية في شتنبر المقبل، مشيرًا إلى أن الجامعة تعكف على برمجة معسكرات إعدادية مكثفة استعدادًا لهذا الحدث العالمي.
وفي تصريح يعكس الروح القتالية والثقة، عبّر زكرياء الدرهم عن سعادته بتحقيق الذهب في تونس، معتبرًا أن هذه المحطة شكلت تمرينًا حقيقيًا للتحضير لخوض معترك بطولة العالم، وقال: “وجود منافسين أقوياء في تونس حفّزني على بذل أقصى الجهود. هدفي الآن هو تكرار التتويج في نيودلهي وتحقيق إنجاز عالمي جديد.”
وأضاف بطل العالم البارالمبي (باريس 2023): “نحن، كمنتخب وطني، نحمل مسؤولية كبيرة، وندرك حجم التحدي المنتظر. سنقاتل من أجل رفع الراية الوطنية في نيودلهي، ونتطلع لكسر الأرقام القياسية، خصوصًا في سباقات 100 و400 متر.”
ملتقى تونس لم يكن مجرد منافسة، بل مثل آخر المحطات المؤهِّلة ضمن سلسلة الجائزة الكبرى، وهي بمثابة بوابة العبور نحو بطولة العالم التي ستنظم في نيودلهي من 26 شتنبر إلى 5 أكتوبر 2025.
المغرب، إذن، يسير بخطى واثقة نحو العالمية، بأبطال لا تنقصهم الروح ولا الطموح، في مشهد يجسد بجلاء معنى الإصرار والتحدي والانتصار على الصعاب.