وجه نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، انتقادات لاذعة لحزب التجمع الوطني للأحرار، متهماً مرشحه سعد بنمبارك باللجوء إلى استخدام المال لشراء أصوات الناخبين في الانتخابات الجزئية التي جرت في دائرة الرباط المحيط.
وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمس الجمعة، في ندوة ضمن الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية ببوزنيقة، حيث أشار بن عبد الله إلى “مفارقة غريبة” يعيشها المغرب، بين مضامين الدستور المتقدمة والواقع السياسي الحالي.
وأوضح أن الدستور المغربي يتضمن نصوصاً من أرقى ما يوجد في مجال تنظيم الحقل السياسي والحقوقي، وتكريس الحريات والممارسات الديمقراطية، لكنه أكد أن هناك تراجعات خطيرة في الواقع السياسي، مشيراً إلى أن الممارسات الحالية أسوأ من تلك التي كانت سائدة قبل دستور 2011.
وشدد المتحدث أن حوالي 7 آلاف ناخب فقط من أصل 179 ألف مسجل في اللوائح الانتخابية شاركوا في العملية الانتخابية، وأن 2200 من هذه الأصوات كانت ملغاة، مما جعل نسبة المشاركة لا تتجاوز 6.5 في المائة، وهي النسبة الأضعف في تاريخ الانتخابات.
كما انتقد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية “التباهي” بالفوز في هذه الانتخابات، مؤكداً أن الأغلبية الساحقة من المشاركين صوتوا مقابل المال، وهو ما يمثل خطراً كبيراً على العملية السياسية. وأعرب عن قلقه من أن الناس فقدوا الثقة في النظام السياسي، وهذا أمر خطير للغاية.
وأضاف بن عبد الله أن الجميع يدرك أن الذين شاركوا في الانتخابات الجزئية فعلوا ذلك بسبب المال، باستثناء بعض المشاركين الذين كانوا مقتنعين بأفكارهم أو لديهم انتماء سياسي. وأشار إلى أن هذه الممارسات تخالف القوانين والأعراف وتسيء للعمل السياسي، مما يدفع الناس إلى الابتعاد عن المشاركة السياسية.
كما انتقد بن عبد الله نتائج الانتخابات الأخيرة، مشيراً إلى أنها أفرزت عناصر فاسدة في المؤسسات، وذلك بذريعة إقصاء حزب العدالة والتنمية. وأكد أن هناك قضايا معروضة أمام المحاكم تتعلق بمنتخبين من الأحزاب الحاكمة في البرلمان والجماعات المحلية.