في خضم التوترات الإعلامية المتكررة بين المغرب والجزائر، تصدّر وسم جديد منصات التواصل في الجارة الشرقية، تحت شعار: “نقطعو التريسينتي على المروك!”. التهديد كان واضحًا: قطع الكهرباء عن المملكة المغربية وكأنها تعيش على التيار القادم من الشرق!
لكن الصدمة كانت مدوية… المغرب لا يعتمد على الجزائر في الطاقة، بل يُصدر الكهرباء إلى كل من إسبانيا والبرتغال عبر شبكات الربط الكهربائي الدولي. نعم، الواقع قلب الطاولة: من كان يُهدد، وجد نفسه في موقف محرج أمام الرأي العام.
المغرب قوة طاقية صاعدة
من خلال مشاريع استراتيجية كبرى مثل محطة “نور” للطاقة الشمسية في ورزازات (واحدة من أكبر المحطات في العالم) ومحطة الرياح في طرفاية، أصبح المغرب من بين الدول الرائدة في الطاقات المتجددة. ويطمح إلى تغطية أكثر من 52% من احتياجاته الكهربائية من الطاقات النظيفة بحلول 2030.
تصدير الكهرباء إلى أوروبا
المغرب مرتبط بشبكة كهربائية قوية مع إسبانيا، وبدأ أيضًا تصدير الكهرباء إلى البرتغال، وهو ما أكّدته عدة تقارير دولية منذ بداية 2024. هذه الشراكة تُظهر ثقة أوروبية في البنية التحتية المغربية واستقرارها الطاقي.
التهديد بالظلام… انقلب إلى نكتة
المفارقة أن من هددوا بقطع الكهرباء لم يُدركوا أن الكابل بينهم وبين المغرب غير موجود أصلاً، وأن التصريحات تحولت إلى مادة للسخرية على الإنترنت. ففي الوقت الذي تبني فيه دول العالم استراتيجيات للتعاون الطاقي، لا تزال بعض الأصوات تُغد خارج السرب.