دخلت العلاقات المغربية الاسبانية منعطفا تاريخيا جديد، أساسه الشفافية و الوضوح و الواقعية، والعزم على مرحلة جديدة من العلاقات غير مسبوقة وقوية، تبني على الانتصار للمصالح المشتركة للمملكتين، بعدما استقبل جلالة الملك محمد السادس بديرو شانسيز رئيس الحكومة الاسبانية، ودشنا لمرحلة جديدة من التعاون وتبديد سوء الفهم بين البلدين، والعمل على تطوير الشراكة الاستراتيجية بين الرباط ومدريد.
وجاءت زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الى المغرب بدعوة كريمة من جلالة الملك محمد السادس، في ظل بلدان جاران يتقاسمان إمكانيات هائلة في مجال التنمية، عازمين على منح التعاون القائم بينهما بعدا أكثر تضامنا وتكاملا، لاسيما في مواجهة الصعوبات، حيث أظهرت الرباط ومدريد عزمهما على تجاوز الصعوبات وإقامة علاقة نموذجية، قصد الاستجابة بكيفية مشتركة للتحديات الراهنة، وكذا ضمان مستقبل مزدهر لكلا الشعبين الصديقين، فلقد أثبت التاريخ ذلك جيدا، ولم يفتر الطموح المشترك لدى البلدين حيال توطيد شراكتهما.
و تمكن المغرب وإسبانيا، اللذان يربطهما التاريخ والجغرافيا، والشراكة الاستراتيجية العريقة، من الحفاظ على علاقات اقتصادية وتجارية سليمة، على الرغم من تداعيات أزمة كوفيد – 19، وينتظر التعاون الاقتصادي بين المغرب وإسبانيا مستقبل واعد، بالنظر للإرادة الراسخة للبلدين في إعطاء دفعة جديدة لعلاقاتهما الثنائية؛ من أجل شراكة قوية وآفاق واعدة في العديد من القطاعات الاقتصادية بالبلدين الشريكين، ولهذا لم يكن التعاون الاقتصادي بين المغرب وإسبانيا وليد الأمس؛ فالشريكين الجارين يرتبطان بشراكة تاريخية واستراتيجية مدعوة لتعزيزها أكثر بالاستفادة من الموقف الجديد للحكومة الإسبانية.
ومن شأن الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى المغرب، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن تفتح فصلا جديدا في تاريخ العلاقات الاقتصادية بين البلدين الجارين من أجل تحقيق ازدهار الشعبين، كما أن المملكة وجارتها إسبانيا عازمتان، أكثر من أي وقت مضى، على العمل سويا لرفع التحديات الجديدة، وإعطاء دفعة جديدة لتعاونهما الاقتصادي ولدينامية المبادلات التجارية بينهما.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والإتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، مؤخرا، خلال ندوة صحفية ببرشلونة، أن المغرب وإسبانيا مرتبطان بأزيد من 16 مليار أورو قيمة المبادلات التجارية، وأن المغرب هو ثالث أكبر شريك اقتصادي لإسبانيا من خارج الإتحاد الأوروبي، وأوضح أن الصادرات الإسبانية نحو المغرب ارتفعت بنسبة 29 بالمائة في 2020/2021، مضيفا أن 17 ألف شركة إسبانية لديها علاقات تجارية مع المغرب، و700 أخرى مستقرة في البلد الجار.
و وحسب معطيات حديثة لمكتب الصرف، فإن قيمة الواردات من إسبانيا بلغت أكثر من 36ر60 مليار درهم لغاية متم شتنبر 2021، فيما بلغت الصادرات نحو إسبانيا أزيد من 21ر53 مليار درهم خلال نفس الفترة، وهكذا، فإن حجم المبادلات التجارية الثنائية بين المغرب وإسبانيا استمر في الزيادة خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من أزمة الوباء وتداعياتها، وحسب معطيات نشرها المكتب الاقتصادي والتجاري بسفارة إسبانية في الرباط، فإن المبادلات التجارية بين البلدين بلغت حوالي 8ر16 مليار أورو ” 180 مليار درهم” خلال السنة الماضية. وقد حافظت على وتيرة الارتفاع في العقد الأخير بمعدلات نمو سنوية بلغت أزيد من 10 في المائة منذ سنة 2011، كما بلغت الصادرات نحو إسبانيا 37ر6 مليار أورو في سنة 2020 ” مقابل 96ر6 مليار أورو في 2019″ فيما بلغت الواردات 35ر7 مليار أورو ” مقابل 45ر8 مليار أورو في 2019″.