عرفت ولاية بجاية بالجزائر صباح اليوم السبت بمناسبة الانتخابات التشريعية، مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن المصحوبة بالجيش، حيث قام آلاف المحتجين بتكسير صناديق الاقتراع ورموا الأوراق في الشارع العام. ورفع المحتجون شعارات “النظام القاتل”، وظهرت على كثير من الضحايا آثار استعمال الرصاص المطاطي.
وفي بلدية درعة الميزان بولاية تيزي وزو قام مواطنون بنهب صناديق الاقتراع، وبينت فيديوهات كثيرة حجم الخراب الذي أعقب هذه المواجهات، وكان عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، قال عقب مغادرته لجنة الانتخابات، إنه لا يهمه حجم من يصوت ولكن يهمه أن تتم عملية التصويت ويمسك القرار بيده.
وحسب ما أعلنت اللجنة الوطنية لتحرير السجناء ، فقد سُجلت اعتقالات في يوم الاقتراع هذا ، وهم الناشط بلخاطر فريد في بومرداس والطالبان بن عيسى صابر وعبودة حمودي في وسط العاصمة الجزائر.
ولا يرغب النظام العسكري الجزائري بتكرار سيناريو ما جرى عند الاستفتاء على الدستور، إذ لم تتجاوز نسبة المشاركة حينذاك 23,7 بالمائة من مجموع من يحق لهم المشاركة، في أضعف رقم يخص حدثاً وطنياً في تاريخ الجزائر الحديث.
غير أن واقع الحال يجعل شبح المشاركة الضعيفة حاضراً مرة أخرى، فالأحزاب اليسارية المنضوية تحت لواء تكتل البديل الديمقراطي أعلنت مقاطعتها للانتخابات، ومن أهمها جبهة القوى الاشتراكية، وحزب العمال، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، والاتحاد الديمقراطي الاجتماعي الاشتراكي والحركة الديمقراطية الاجتماعية.
والاحتمال الكبير بالإضافة إلى المواجهات العنيفة، التي وصلت حد تلحيم أبواب بعض مراكز الاقتراع، من قبل المحتجين، أن تبقى المشاركة ضعيفة جدا وخاصة، بالنظر إلى النداء الذي وجهته غالبية قوى المعارضة لمقاطعة هذا الموعد الانتخابي، الذي لا يحظى باهتمام كبير من قبل الجزائريين، الذين يعيشون حالة إحباط وخيبة أمل بسبب تغيير لا يلوح في الأفق القريب.