أثار اليوتوبر المغربي المعروف بلقب “بن نسناس”، جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد نشره لفيديو جديد يوثق ما قال إنه اكتشاف لكنز أثري لا يُقدّر بثمن، خلال مغامرته الأخيرة بمدينة بني ملال.
الفيديو الذي حقق نسب مشاهدة قياسية في ظرف ساعات، أظهر صانع المحتوى الشاب وهو يستكشف قصرًا مهجورًا، مستخدمًا جهازًا لرصد المعادن، ليتوقف عند نقطة محددة داخل جدار سميك، ويبدأ الحفر قبل أن يعثر، حسب قوله، على وعاء يحتوي على ذهب، بالإضافة إلى رموز يُشاع أنها فرعونية، بل وقطعة من “الزئبق الأحمر” الذي تحيط به الكثير من الأساطير والغموض.
وبحسب ما أورد في الفيديو، فإن بن نسناس – المعروف بشجاعته في استكشاف الأماكن التاريخية المنسية – استطاع لمس الكنز دون أن يتعرض لأي ضرر، مشيرًا إلى كونه “زوهريًا”، أي من الأشخاص الذين يُعتقد أنهم محصنون من الأذى الذي قد تسببه الأرواح الحارسة للكنوز حسب الموروث الشعبي المغربي.
غير أن هذه المغامرة الغامضة طرحت أكثر من علامة استفهام. فبعد نشر الفيديو، اختفى “بن نسناس” عن الأنظار، ليظهر لاحقًا عبر خاصية “الستوري” على إنستغرام، وهو يقضي وقته في إحدى دول الخليج، محاطًا بمقتنيات فاخرة وحياة مترفة.
هذه التطورات فتحت الباب أمام تساؤلات كثيرة حول صحة الرواية، وإمكانية تدخل السلطات للتحقق من الموقع، خاصة وأن الأمر يتعلق بتراث وطني، كما أن أي اكتشاف أثري داخل الأراضي المغربية يخضع لقوانين صارمة تندرج ضمن اختصاصات وزارة الثقافة والسلطات الأمنية.
وفي ظل غياب أي تأكيد رسمي، تبقى قصة “الكنز” رهينة الشكوك والتكهنات، في انتظار توضيحات من الجهات المختصة أو من اليوتوبر نفسه، الذي يواصل حصد ملايين المشاهدات بفضل محتواه المغامر والمثير للجدل.
ويبقى السؤال: هل ما نشره “بن نسناس” حقيقة مذهلة أم مجرد حبكة ذكية لصناعة المحتوى؟ وفي كلتا الحالتين، يبدو أن بوصلة الاهتمام الشعبي تتجه صوبه من جديد، وسط دعوات بحمايته ومطالب بالتحقيق في تفاصيل هذه “الغنيمة” الاستثنائية.