توجه المنتخب الأولمبي المغربي إلى باريس بفريق يمزج بين الموهبة والخبرة، على أمل تحقيق إنجازات جديدة تضاف إلى سجل كرة القدم المغربية، مستلهمين من الأداء التاريخي للمنتخب الأول في مونديال قطر 2022 الذي احتل فيه المركز الرابع.
رغم العثرة في كأس الأمم الإفريقية بالكوت ديفوار، إلا أن صدى النجاح في كأس العالم ما زال يتردد في قلوب اللاعبين والجماهير على حد سواء، هذا الإنجاز أضفى إيمانًا جديدًا لدى “أشبال الأطلس”، أبطال إفريقيا الحاليين، بأنهم قادرون على تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلًا في عالم كرة القدم.
مدرب المنتخب الأولمبي، طارق السكتيوي، يبقى متحفظًا عند الحديث عن أهدافه، لكنه يمتلك الأدوات الضرورية لتحقيق نتائج إيجابية في دورة الألعاب الأولمبية بباريس، في حديثه عن التطلعات، أكد السكتيوي أن “الهدف الرئيسي هو تقديم مشاركة جيدة واجتياز الدور الأول”، وهو حلم يشترك فيه جميع مكونات المنتخب الوطني.
من بين المشاركات السبع السابقة في الألعاب الأولمبية، تأهل المنتخب المغربي للدور الثاني فقط في نسخة 1972، بينما كانت المشاركات الأخرى تنتهي في الدور الأول. لتحقيق أهدافه في باريس، استعان السكتيوي بثلاثة لاعبين فوق سن 23 عامًا وهم منير الكجوي، أشرف حكيمي، وسفيان الرحيمي، بالإضافة إلى مجموعة من اللاعبين الشباب الذين أثبتوا جدارتهم واكتسبوا خبرة كبيرة.
من بين 22 لاعبًا تم اختيارهم، خمسة منهم كانوا جزءًا من الفريق الذي فاز بكأس إفريقيا لأقل من 23 عامًا وحصل على بطاقة التأهل لأولمبياد باريس 2024. هؤلاء اللاعبين شاركوا أيضًا في العديد من المباريات الرسمية خلال هذا العام.
المنتخب الأولمبي يصل إلى باريس بعقلية الفائزين، مدفوعين بتأهلهم السهل إلى الألعاب الأولمبية بعد الفوز بكأس الأمم الإفريقية. واستعدادًا لهذا الحدث، خاض الفريق عدة مباريات إعدادية لتعزيز الانسجام وسد الثغرات.
في المجموعة الثانية من نهائيات دورة الألعاب الأولمبية، سيلتقي المنتخب المغربي منتخبات الأرجنتين، أوكرانيا، والعراق. وستكون المباراة الأولى ضد الأرجنتين في 24 يوليوز الجاري.
هذه المشاركة الأولمبية تمثل تحديًا وفرصة للمنتخب الأولمبي المغربي ليس فقط لتحقيق إنجاز رياضي، بل أيضًا لتحديد ملامح جيل جديد من اللاعبين الذين سيواصلون إرث المنتخب الوطني في المستقبل. ومع اقتراب كأس إفريقيا للأمم 2025، فإن الألعاب الأولمبية ستسهم في رسم ملامح فريق قادر على تحقيق أحلام الجماهير المغربية.
المنتخب الأولمبي المغربي يسعى لأن تكون مشاركته في أولمبياد باريس 2024 إضافة جديدة لمسيرة الكرة المغربية، ومع الدعم الكبير الذي يتلقاه من الجماهير والإدارة، يمكن للأشبال أن يحققوا ما كان يُعتبر يومًا حلمًا بعيد المنال.