عادت الأنظار صباح الأربعاء 2 يوليوز إلى مقبرة قرية “كروشن” بإقليم خنيفرة، بعد أن باشرت السلطات عملية استخراج جثة رجل مسن كان قد دُفن سنة 2020، في عزّ جائحة كورونا. الخطوة جاءت بناءً على تعليمات من وكيل الملك بمحكمة الاستئناف ببني ملال، عقب شكوك قوية عبّر عنها نجل المتوفى المقيم بأوروبا حول ملابسات وفاة والده.
القصة، التي تعود إلى أزيد من أربع سنوات، بدت للوهلة الأولى وفاة عادية فرضتها ظروف الوباء آنذاك، لكن التفاصيل التي حملها الإبن بعد عودته مؤخراً إلى أرض الوطن، قلبت المعادلة. إذ لم يهضم رواية الوفاة الرسمية، وقرر تحريك الملف من جديد عبر المساطر القانونية، مطالباً بالكشف عن الحقيقة، مهما طال الزمن.
مصادر محلية أكدت أن عملية نبش القبر تمت في احترام تام للإجراءات القانونية والشرعية، وبحضور عناصر من الشرطة القضائية، والسلطات المحلية، وأفراد من العائلة، قبل أن يتم نقل الجثة لإخضاعها للتشريح الطبي بأحد المراكز المتخصصة، في انتظار ما ستكشفه الخبرة العلمية من معطيات دقيقة.
النيابة العامة أشرفت على إعادة فتح التحقيق، وهو ما يعكس تعاطيًا قضائيًا جديًا مع الطلب، خاصة في ظل ما قد يحمله من أبعاد جنائية محتملة أو معطيات كانت غائبة إبان الدفن.
الرأي العام المحلي يتابع القضية عن كثب، بين من يرى أن الأمر قد يُزيل غموضًا لازَم تلك المرحلة الحساسة من الجائحة، وبين من يخشى أن تفتح هذه الواقعة الباب على مزيد من التساؤلات حول وفيات سابقة لم تُحط بظروف واضحة.
وفي انتظار صدور نتائج التشريح، تبقى عائلة الراحل في حالة ترقب، تأمل أن تعيد العدالة فتح باب الحقيقة، حتى بعد مرور أربع سنوات من الصمت والتراب.