أعلنت شركتا اتصالات المغرب (IAM) وإنوي (Wana Corporate)، بشكل رسمي، عن ميلاد شركتين مشتركتين جديدتين تحملان اسم “Uni Fiber” و”Uni Tower”، وذلك من أجل تسريع نشر شبكة الألياف البصرية FTTH وتعزيز تغطية الجيل الخامس 5G على الصعيد الوطني.
الخبر الذي لم يمر مرور الكرام في أوساط المتتبعين، جاء تتويجاً لمسار تفاوضي امتد لأشهر، وتحديداً منذ توقيع الاتفاق المبدئي في 27 مارس 2025، ليتوج بموافقة الهيئة الوطنية لتقنين الاتصالات (ANRT) يوم 18 يونيو الجاري، ما منح الضوء الأخضر القانوني للانطلاق الفعلي في هذه الشراكة الطموحة.
الشركتان الجديدتان لم تأتيا بشعارات فارغة، بل بخطط دقيقة وأرقام كبيرة.
“Uni Fiber” ستركز على نشر البنيات التحتية السلكية الضرورية لخدمة “الألياف إلى المنزل” (FTTH)، بهدف أولي يتمثل في ربط مليون منزل خلال سنتين فقط، على أن يتوسع المشروع ليشمل 3 ملايين ربط في أفق 2030.
أما “Uni Tower”، فستتولى تشييد وتجديد أبراج الاتصالات لتدعيم تغطية شبكات الهاتف المحمول، وخاصة الجيل الخامس. ووفق المعطيات الرسمية، فإن الهدف هو بناء 2000 برج في ثلاث سنوات، ثم بلوغ سقف 6000 برج في غضون عشر سنوات.
ورغم أن الإعلان تم بلغة التعاون والشراكة، فإن مراقبين يعتبرون أن الخطوة تمثل تحولاً في فلسفة تدبير البنيات التحتية، حيث أكد البلاغ المشترك أن الوصول إلى هذه المنشآت سيكون مفتوحاً وغير تمييزي أمام جميع الفاعلين في القطاع، ما قد يُنذر بمرحلة جديدة من تحرير السوق وتشجيع المنافسة النزيهة، في انسجام مع تطلعات الدولة نحو رقمنة الاقتصاد وتعزيز العدالة الرقمية.
ورغم الترحيب العام بالمبادرة، إلا أن التساؤلات لا تزال قائمة حول الكلفة الاستثمارية للمشروع، ومستوى التغطية المتوقعة في العالم القروي والمناطق المهمشة، ومدى قدرة هذه البنيات الجديدة على تقليص “الهوة الرقمية” التي تفصل المغرب النافع عن المغرب المنسي.
تبدو شراكة IAM وInwi، من خلال Uni Fiber وUni Tower، كتحدٍّ جدي للإيقاع البطيء الذي ميز مشاريع البنية التحتية الرقمية في السنوات الماضية.
ومع وضوح الأهداف وحجم الطموحات، تبقى أعين المواطنين والمقاولات معلقة على ما ستحققه هذه الشراكة على الأرض، خاصة في ظل سياق عالمي لا يرحم المتأخرين في سباق التحول الرقمي.