في تطور دراماتيكي جديد يعكس تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت إيران، مساء الاثنين، إطلاق عملية عسكرية وصفتها بـ”النوعية” تحت اسم “بشائر الفتح”، استهدفت خلالها قاعدة العديد الجوية الأمريكية في دولة قطر، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة.
عملية غير مسبوقة في قلب الخليج
بثّ التلفزيون الإيراني الرسمي الخبر على الهواء مباشرة، مؤكدًا أن الحرس الثوري قاد العملية، ردًا على “العدوان العسكري السافر للنظام الأميركي المجرم على المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية”، وفق بيان رسمي صدر عن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وأكد البيان أن العملية تمت بإشراف مباشر من القيادة العليا للحرس الثوري، واستهدفت القاعدة “بضربات صاروخية قوية ومدمرة”، واصفًا إياها بأنها أول رد ضمن سلسلة خيارات مفتوحة أمام طهران.
دوي انفجارات في الدوحة وقلق مدني واسع
شهدت العاصمة القطرية الدوحة ومحيطها، لا سيما منطقة لوسيل، دويّ انفجارات عنيفة، أثارت ذعراً واسعاً في صفوف السكان. وشوهدت مقذوفات في سماء المدينة، تزامناً مع إغلاق المجال الجوي القطري أمام حركة الطيران المدني والعسكري.
وتحدث شهود عيان عن تفعيل الدفاعات الجوية الأميركية المنتشرة حول القاعدة، في محاولة لاعتراض الصواريخ الإيرانية، بينما لم يصدر بعد أي تأكيد رسمي من واشنطن بشأن حصيلة الأضرار أو الخسائر المحتملة.
ردود فعل متباينة دوليًا
وصفت وزارة الخارجية الإيرانية القصف الأميركي الذي استهدف منشآت نووية في إيران قبل يومين بـ”الجريمة الدولية”، معتبرة أن الولايات المتحدة “لا تتورع عن انتهاك القانون الدولي لدعم إسرائيل”.
كما أدانت حركة حماس والحوثيون في اليمن الهجوم الأميركي واعتبروا الرد الإيراني “مشروعًا في إطار الدفاع عن السيادة”.
أما على المستوى الدولي، فقد عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه البالغ”، داعيًا إلى “وقف دوامة التصعيد”، مؤكداً أن “الحل الوحيد هو العودة إلى طاولة الدبلوماسية”.
التصعيد الأكبر منذ الحرب الإيرانية-العراقية؟
تصف تقارير صحفية غربية، من بينها نيويورك تايمز، هذه المرحلة من النزاع بأنها “الأخطر منذ الحرب العراقية الإيرانية”، مشيرة إلى أن الضربات الأميركية الأخيرة تسببت في دمار واسع بطهران، يفوق ما خلفه نظام صدام حسين خلال ثماني سنوات من الحرب في الثمانينات.
وفي خطوة توحي بخطورة الوضع، نقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية أن المرشد الأعلى علي خامنئي قد لجأ إلى ملجأ محصن ومعزول عن الاتصالات الإلكترونية، كما رشح ثلاثة رجال دين لخلافته، في حال تعرضه للاغتيال.
بين “الردع” و”الهاوية”
تشير المعطيات إلى أن الصراع الإيراني الأميركي دخل مرحلة كسر العظم، حيث يتداخل البعد النووي بالردع العسكري المباشر، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها، خاصة في ظل الوجود المكثف للقوات الأميركية في العراق وقطر وسواها من دول الخليج.
وبينما لم يصدر بعد رد عسكري أمريكي على العملية الإيرانية، فإن حالة الاستنفار القصوى في القواعد الأميركية، خاصة في العراق، تنذر بإمكانية اندلاع مواجهات أوسع، قد تمتد لتشمل مسارح متعددة في المنطقة.