في أول رد فعل رسمي من شمال إفريقيا على التصعيد العسكري الخطير في منطقة الخليج، أعربت المملكة المغربية عن إدانتها الشديدة للهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الأمريكية بدولة قطر، واصفةً إياه بـ”السافر” وبأنه “اعتداء على سيادة دولة شقيقة ومجالها الجوي”.
تضامن مغربي مع الدوحة
وجاء في بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المملكة “تعبر عن تضامنها التام مع دولة قطر الشقيقة إزاء كل ما من شأنه أن يمس أمنها وطمأنينة مواطنيها”.
هذا الموقف يأتي ليؤكد ثوابت الدبلوماسية المغربية القائمة على رفض أي استهداف لسيادة الدول، والدعوة إلى الحفاظ على الأمن الإقليمي في منطقة الخليج، التي تربطها بالرباط علاقات سياسية واقتصادية وثيقة.
عملية “بشائر الفتح” تثير مخاوف من التصعيد
وكان التلفزيون الإيراني الرسمي قد أعلن مساء الاثنين عن بدء عملية “بشائر الفتح”، حيث أطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخ باتجاه قاعدة العديد الأميركية الواقعة على الأراضي القطرية، وذلك رداً على الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية في إيران.
وبحسب البيان الإيراني، فإن الهجوم جاء “رداً على العدوان الأميركي”، واعتبره “عملاً دفاعيًا ضد انتهاك صارخ للقانون الدولي والسيادة الإيرانية”.
قطر: دفاعاتنا الجوية اعترضت الهجوم
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن دفاعات البلاد الجوية تصدت للهجوم بنجاح، وتمكنت من إحباط جميع الصواريخ الموجهة نحو القاعدة، دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية كبيرة. وأكدت الخارجية القطرية في بيان لاحق أن الهجوم يشكل تصعيدًا خطيرًا، ويهدد بتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضحت الدوحة أنها ستصدر بياناً مفصلاً لاحقاً يتضمن تفاصيل إضافية حول ملابسات الهجوم، مشددة على ضرورة ضبط النفس والاحتكام إلى الشرعية الدولية.
موقف مغربي منسجم مع دعوات التهدئة
إدانة المغرب تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من القلق المتزايد جراء التصعيد غير المسبوق بين إيران والولايات المتحدة، والذي بلغ حد استهداف مصالح عسكرية أمريكية على أراضي دول حليفة، ما ينذر بجر المنطقة إلى صراع مفتوح متعدد الأطراف.
ويؤكد الموقف المغربي، مرة أخرى، دعمه لسيادة الدول الخليجية، ورفضه لأي محاولات لزعزعة استقرارها عبر أعمال عسكرية. كما ينسجم هذا الموقف مع نداءات التهدئة الدولية، التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي وصف الوضع بـ”الخطير”، داعياً إلى تفادي الانزلاق نحو دوامة من الفوضى والعنف.
مستقبل الأمن الإقليمي على المحك
المراقبون يعتبرون أن الهجوم على قاعدة العديد، ورد الفعل الدولي والعربي عليه، سيمثل اختباراً حقيقياً للعلاقات الثنائية في الخليج، وللتحالفات الإقليمية، خاصة مع اتساع دائرة الردود الإيرانية لتشمل أراضي دول تعتبر حليفة تقليدية للولايات المتحدة.
ويبقى المغرب، في هذا السياق، أحد أبرز الأصوات العربية المعتدلة التي تدعو إلى التهدئة، وتحذر من مخاطر عسكرة النزاعات وتداعياتها على شعوب المنطقة، بما في ذلك تهديد حركة الملاحة، والتأثير على أسواق الطاقة، وزيادة حدة الاستقطاب الجيوسياسي في العالم الإسلامي.