أعلنت وزارة الخارجية الأردنية في بيان الأربعاء أن وزير الخارجية أيمن الصفدي قرر استدعاء سفير المملكة من إسرائيل “فورا” احتجاجا على “الحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة التي تقتل الأبرياء وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
وقال البيان “قرر وزير الخارجية أيمن الصفدي، اليوم (الأربعاء)، استدعاء السفير الأردني في إسرائيل إلى الأردن فورا ، تعبيرا عن موقف الأردن الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة والتي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتحمل احتمالات خطرة لتوسعها، ما سيهدد أمن المنطقة كلها والأمن والسلم الدوليين.
واضاف البيان أن “الصفدي وجه الدائرة المعنية في وزارة الخارجية بإبلاغ وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها الذي كان غادر المملكة سابقا” .
وستكون عودة السفيرين “مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها وكل وإجراءاتها التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء وحقهم في العيش الآمن والمستقر على ترابهم الوطني”، وفق البيان.
ويعود آخر استدعاء للسفير الأردني من تل أبيب إلى 29 تشرين الأول/أكتوبر عام 2019 على خلفية اعتقال السلطات الإسرائيلية مواطن ين أردنيين لدى عبورهما جسر الملك حسين في المنطقة الفاصلة بين البلدين، أحدهما مريض بسرطان الدماغ والثانية كانت في طريقها من الأردن إلى نابلس لحضور حفل زفاف إحدى قريباتها.
وشدد الصفدي على أن “الأردن سيستمر في العمل من أجل وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وحماية المنطقة من تبعاتها ومن أثرها الكارثي على مستقبل المنطقة وحقها في السلام العادل الشامل على أساس حل الدولتين”.
ويشهد الأردن، الذي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل العام 1994 أنهت عقودا من حالة الحرب، منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر تظاهرات شبه يومية احتجاجا على استمرار القصف الإسرائيلي على غزة.
ردا على القرار الأردني، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حيات إن إسرائيل “تأسف لقرار الحكومة الأردنية استدعاء سفيرها”.
وأضاف في بيان أن إسرائيل “تركز على الحرب التي فرضها الهجوم الإرهابي القاتل الذي شنته حركة حماس الإرهابية”.
وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الثلاثاء خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، “ضرورة وقف إطلاق النار والعمل نحو هدنة إنسانية فورية في غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون انقطاع، وتكثيف الجهود الساعية لوقف الحرب والوصول إلى أفق سياسي”.
وكان العاهل الأردني الذي أبرم والده الملك حسين بن طلال سلاما مع اسرائيل عام 1994، وتأوي بلاده مليوني لاجئ فلسطيني، رفع نبرة التحذير.
وقال من القاهرة باللغة الانكليزية خلال قمة جمعته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 19 من تشرين الأول/اكتوبر الماضي “العالم العربي يسمع ذلك جيدا : حياة الفلسطينيين تساوي أقل من حياة الاسرائيليين”.
وبدأت إسرائيل منذ الجمعة توسيع نطاق عملياتها البر ية في قطاع غزة حيث قتل في القصف الإسرائيلي المدم ر المتواصل منذ 26 يوما، 8796 شخصا معظمهم مدنيون بينهم 3648 طفلا و 2290 امرأة، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على غزة.
وقتل في الجانب الإسرائيلي أكثر من 1400 شخص منذ شن حماس هجومها، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس 240 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.