في الأول من شهر أكتوبر سنة 2022، وفي حالة توصف بالنادرة، وضعت الأم سمية المنحدرة من إحدى المناطق النائية (دوار بوهلال)، بجماعة الصباب بإقليم جرسيف، أربعة توائم (إناث) في صحة جيدة من خلال ولادة طبيعية.
وفي ظل وضع مادي ضعيف للأسرة، كان التفكير منصبا على البحث عن المساعدة في تحمل أعباء رعاية والعناية بهؤلاء التوائم الأربعة، الذين رأوا النور بالمستشفى الإقليمي بمدينة جرسيف، فكان الملاذ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي حرصت على الدوام على تقديم الدعم والمساندة للفئات الهشة.
التفاتة كان لها وقع كبير في نفوس والدي التوائم وهما يريان فلذات كبديهما يحظين برعاية لازمة واهتمام خاص من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حرصا منها على نموهن الطبيعي والسليم، وفي إطار مواكبتها الخاصة للأطفال خلال المراحل الحاسمة من الحياة، خاصة الطفولة المبكرة التي تعد مرحلة هامة في تنمية مستقبل الفرد.
وفي هذا الإطار، تكفلت جمعية دار الصحة لمستخدمي المستشفى الإقليمي لجرسيف، بتمويل من اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، بتوفير كافة متطلبات التوائم خلال مرحلة الولادة وما بعدها، من تتبع طبي منتظم، وأدوية، ومختلف العلاجات الطبية والتمريضية اللازمة، فضلا عن التغذية اللازمة، واقتناء مختلف المستلزمات الخاصة بالرضع.
وتتوخى اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية من خلال هذه المبادرة الإنسانية، ضمان الصحة الجيدة للتوائم، مع الحرص على نموهن الطبيعي والسليم عبر توفير التغذية الكافية، وظروف التعلم في هذه المرحلة، وذلك بغرض تحقيق إمكاناتهن الكاملة.
وفي هذا الصدد، وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت الأم سمية عن امتنانها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ولجمعية دار الصحة، على العناية والمتابعة والدعم المستمر الذي تتلقاه منهما هي وبناتها، مؤكدة أن بناتها الأربع (فاطمة الزهراء، وهناء، ولينا، وهبة)، يتمتعن بصحة جيدة، ويكملن نموهن بشكل طبيعي.
وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم جرسيف، الحسن قارا، أن هؤلاء التوائم، اللواتي يبلغ عمرهن حاليا سنة و9 أشهر، تم التكفل بهن من طرف جمعية دار الصحة لمستخدمي المستشفى الإقليمي بجرسيف، في إطار اتفاقية شراكة تجمعها بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية، ضمن برنامج المبادرة الوطنية الخاص بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، وتحديدا محورها المتعلق بدعم صحة الأم والطفل.
وأشار قارا، في تصريح مماثل، إلى أن الجمعية تكفلت بالتوائم الأربعة منذ ولادتهن إلى اليوم، لا سيما فيما يخص التغذية، وتوفير كافة اللوازم الضرورية، مع الحرص على زيارتهن بشكل منتظم للوقوف على حالتهن الصحية والمادية.
من جهته، قال رئيس جمعية دار الصحة لمستخدمي المستشفى الإقليمي بجرسيف، ياسين درمان، إن حالة الولادة هاته النادرة والأولى من نوعها على مستوى الإقليم، جعلت الجمعية، وبتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تتكفل بهؤلاء التوائم بتوفير احتياجاتهن ولوالدتهن، وذلك في إطار تنزيل البرنامج الخاص بصحة الأم والطفل.
وأشار درمان إلى أن الجمعية، خصصت لحد الآن، في هذا الإطار، مبلغا ماليا يفوق 36 ألف درهم، لتوفير مختلف المتطلبات الضرورية