كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمغرب، محمد سعد برادة، عن سلسلة إجراءات جديدة تهدف إلى مواجهة تنامي مظاهر العنف داخل المؤسسات التعليمية، وذلك في أعقاب وفاة أستاذة جراء اعتداء تعرضت له في مدينة أرفود، جنوب شرقي البلاد.
وأوضح الوزير المغربي، خلال جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، الاثنين، أن وزارته شرعت في توزيع كاميرات مراقبة على عدد من المؤسسات التعليمية، وبدأت اختبار استخدام كاميرات مزوّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكن من رصد الحوادث لحظة وقوعها والتدخل الفوري لمعالجتها.
وأكد برادة أن العنف داخل المدارس يرتبط ارتباطاً وثيقاً بظاهرة الهدر المدرسي، مشيراً إلى أن التلاميذ الذين يواجهون صعوبات في الاندماج أو يعانون من الفشل الدراسي يكونون أكثر عرضة للميول العنيفة والمشكلات النفسية. وفي هذا السياق، شدد على أهمية تحسين جودة التعليم وتعزيز الأنشطة الداعمة لدمج التلاميذ داخل الفضاءات الصفية.
وسجل الوزير أن مشروع «مدارس الريادة»، الذي أطلقته الوزارة، أظهر نتائج مشجعة في الحد من السلوكيات العنيفة، بفضل إدماج أنشطة موازية تشمل الموسيقى، والفن التشكيلي، والرياضة، والسينما، مضيفاً أن هذه المؤسسات استفادت أيضاً من خلايا لليقظة التربوية ومتابعة التلاميذ المعرضين للهدر أو المتعثرين دراسياً.
وفي الحالات التي يتم فيها رصد مشكلات نفسية معقدة، أوضح برادة أنه يجري توجيه التلاميذ المعنيين إلى مختصين نفسيين، بشراكة مع جمعيات عاملة في المجال، مشيداً في الوقت نفسه بدور الأجهزة الأمنية، من شرطة ودرك، في تأمين محيط المؤسسات التعليمية ومنع المتسببين في الفوضى من الاقتراب منها.
وعلى صعيد تأهيل الأطر التربوية، أعلن الوزير أن الوزارة قامت بتكوين أكثر من أربعة آلاف إطار في مجال الوساطة المدرسية، بالإضافة إلى إعداد 1600 منسق للحياة المدرسية بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء، في خطوة تهدف إلى ترسيخ ثقافة الحوار والإنصات داخل المدارس.
واختتم الوزير المغربي مداخلته بتقديم التعازي إلى أسرة الأستاذة ضحية الاعتداء، معتبراً أن تصاعد مظاهر العنف، «بغض النظر عن أرقامها»، يستوجب اعتماد خطة شاملة ذات بعد وقائي وعلاجي، لحماية المدرسة العمومية والعاملين بها، وترسيخ ثقافة السلم والاحترام داخل الوسط التربوي.