عبر حقوقيون عن قلقهم من الغلاء الفاحش الذي مس كل المواد الغذائية كالزيت والدقيق والقمح والقطاني والخضر والمحروقات، والذي يتم تفسيره رسميا كونه بالأساس ظاهرة عالمية، مشيرة إلى أن الظاهرة “هي في الحقيقة ناتجة عن اختيارات تم تجريبها لعقود وترسيخها في إطار ما يسمى “بالنمودج التنموي الجديد”.
واعتبر حقوقيون، أن التبعية والريع والاحتكار أدى إلى غياب شامل للأمن الغذائي والطاقي والاعتماد الكلي أو سبه الكلي على الخارج، موضحين أن السياق الحالي، بات مطبوعا بالاجهاز شبه التام على المرفق العمومي وخاصة قطاعي التعليم والصحة.
من جهته وجه حزب العدالة والتنمية سؤلا مكتوبا لوزير التجارة والصناعة، حول ارتفاع أسعار الطماطم والخضر بالأسواق المغربية، وأشار مصطفى ابرهيمي عضو المجموعة النيابية للحزب، الذي تقدم بالسؤال، أن أسعار الخضروات والفواكه وعلى رأسها الطماطم تعرف التهابا كبيرا وارتفاعا غير مسبوق في أثمنتها، بسبب التصدير وكذلك بفعل المضاربين، على بعد أسابيع من حلول شهر رمضان.
وأوضح أن هذا الارتفاع المسجل في أسعار الخضروات، أنهك القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة، وفاقم من الاحتقان لدى المواطنين الذين يكتوون كل يوم بالزيادة في أسعار المواد الأساسية من دقيق وزيت ومحروقات وغيرها، خلافا لكل الوعود الوردية للحكومة.
وساءل إبرهيمي الحكومة عن الإجراءات التي تعتزم القيام بها من أجل خفض أسعار الخضروات ومنها الطماطم، وباقي المواد الأساسية، وذلك لتوفير الأمن الغذائي للمواطنين.
وخرج حزب الأصالة والمعاصرة، ببلاغ عن مكتبه السياسي بعد تدارسه الوضعية المقلقة التي تعرفها أسعار بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، حيث عبر الحزب في بلاغ له، عن تنويهه بما أسماها القرارات الاستباقية الهامة التي اتخذتها الحكومة لدعم المواد الأساسية في الأسواق الوطنية، الشيء الذي مكن من استقرار الأسعار رغم استمرار تداعيات التحديات الخارجية ذات الصلة بتقلبات ارتفاع أثمان تلك المواد في السوق الدولية.
ودعا الحزب الحكومة إلى التحلي بمزيد من اليقظة والتعبئة، والتدخل الصارم لحفظ الأسعار وتشديد مراقبتها والتصدي لبعض الاختلالات المسجلة على مستوى أثمنة بعض المواد بسبب جشع بعض المضاربين والوسطاء.
وعلى صعيد آخر، دعا الحزب الحكومة أيضا إلى ضرورة التفكير الجماعي في بحث وإيجاد صيغ كفيلة بحل بعض المشاكل المرتبطة بكيفية مواصلة الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا لمشوارهم الدراسي وعدم ضياع سنوات تحصيلهم العلمي.
وأكد الحزب أنه استحضر تداعيات هذه الحرب على المملكة المغربية، لاسيما في ما يهم موضوع الصعوبات التي يئن تحت وطأتها المواطنون المغاربة الراغبين في مغادرة موقع الأحداث؛ وكذا الارتفاعات المهولة في أسعار بعض المواد الأساسية خاصة الطاقية منها.
و قال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب “التقدم والاشتراكية” إن الظرفية الصعبة التي يمر منها المغرب، ومعه بقية العالم، نحتاج إلى حكومة قوية، وليس حكومة ضعيفة الحضور السياسي، وأشار بنعبد الله في لقاء نظمته أكاديمية لحسن اليوسي التابعة لحزب “الحركة الشعبية”، اليوم السبت بالرباط، وحضره أيضا عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية”، أن الحكومة الحالية لا تملك أي تصورات حقيقية.
وتساءل نفس المتحدث عن الدولة الاجتماعية التي بشرت بها حكومة أخنوش، مشيرا أنه لا يظهر لها أي أثر إذا استثنيا مشروع تعميم التغطية الاجتماعية.
وأكد بنعبد الله أن ما يحتاجه المغاربة هو قرارات وإجراءات للحفاظ على الاستقرار، وليس مجرد شعارات مثل الدولة الاجتماعية التي هي في الأساس منطلقات وبرامج وليس إجراءات تقنية معزولة ومفصولة عن الواقع.
وشدد بنعبد الله على أن جائحة كورونا أثرت سلبا على الحياة السياسية والديمقراطية في العالم، مشيرا أن الوضعية الاقتصادية على مستوى العالم تزداد صعوبة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
