جدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته إلى “منح مقعد دائم للقارة الإفريقية بمجلس الأمن الدولي”، معيدا الأنظار إلى المطالبة المغربية بهذه العضوية، وقال غوتيريش، في تصريحات منشورة عبر الموقع الرسمي للأمم المتحدة، إن “مجلس الأمن مدعو إلى إصلاحات تهمّ هيكلته القديمة، تسمح بتخصيص مقعد دائم للقارة الإفريقية”.
وشدد الأمين العام الأممي على أن مجلس الأمن بتركيبته الحالية “فشل في مواكبة العالم المتغيّر، وعلى الخصوص قضايا القارة الإفريقية”.
وصرح ممثل المملكة المغربية الدائم بالأمم المتحدة، السفير عمر هلال، في دجنبر من العام الماضي بأن “الرباط تحتاج إلى العضوية الدائمة بمجلس الأمن”، حيث أكد الخبراء ان تغييب القارة الإفريقية عن مجلس الأمن هو غبن حقيقي، خاصة أن هذه القارة راكمت متغيرات واضحة خلال العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية”، و أن “هذا المطلب المشروع يتزامن والأدوار الريادية التي تقوم بها الرباط على المستوى القاري”، مشيرا إلى أن “المملكة احتضنت في السنوات الأخيرة محطات عالمية بارزة، وكانت في أحيان أخرى مفصلية بالنسبة للقارة الإفريقية”.
ويتكون مجلس الأمن من أعضاء دائمين، وهم “فرنسا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، الاتحاد الروسي، الصين”، بجانب أعضاء غير دائمين يتم انتخابهم بشكل منتظم لولاية مدتها سنتين، وتبع دعوة غوتيريش إلى تخصيص مقعد دائم لإفريقيا بمجلس الأمن تأييد مسؤولين أمميين، أمس الإثنين، فيما طالبت سيراليون بـ”مقعدين دائمين، ومقعدين آخرين غير دائمين”.
و انطلقت الدعوات في السنوات الأخيرة من أجل تعديل هيكلة مجلس الأمن، بضم إفريقيا بمقعد دائم، ودول محورية على غرار الهند والسعودية”، و عرف النقاش بإفريقيا مازال محصورا بين المغرب، ومصر، وجنوب إفريقيا، ونيجيريا لاختيار العضو الممثل لإفريقيا يكون عبر مؤشرات القوة الاقتصادية والوزن الدبلوماسي”، وتعد المملكة المغربية قوة إقليمية وقارية لها جميع المؤهلات من أجل الظفر بهذا المقعد بعدما كسبت الرباط احترام العالم من خلال حيادها في النزاعات، وقدرتها على تقديم الدعم الإنساني”.
و في رسالة موجهة إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن، رد السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، على التصريحات الأخيرة للأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية حول قضية الصحراء المغربية. هلال انتقد ما وصفه بـ “الهوس المرضي” للجزائر تجاه المغرب، مشيراً إلى أن مندوب الجزائر اختار الخروج عن سياق الجلسة المخصصة لمناقشة قضايا الأمن والسلم الدوليين ليطرح قضية الصحراء.
و خلال الاجتماع الذي ترأسه رئيس جمهورية سيراليون، جوليوس مادا بيو، والمخصص لمناقشة التمثيل الإفريقي في مجلس الأمن، تجاهل المندوب الجزائري الموضوع الأساسي للجلسة وفضل التطرق إلى قضية الصحراء المغربية. وأوضح هلال أن الجزائر، التي تطمح للحصول على مقعد في مجلس الأمن للدفاع عن مصالح القارة الإفريقية، تعمدت استغلال المنصة لتعزيز أجندتها الوطنية المعادية للمغرب.
وأضاف هلال أن الجزائر، في موقف مزدوج، تواصل دعمها لتقرير المصير في قضية الصحراء المغربية بينما تنكر هذا الحق على شعب القبائل الذي يعاني من التهميش والاضطهاد داخل الجزائر. وأكد أن هذا التناقض يعكس انتقائية الجزائر في تفسيرها لمبدأ تقرير المصير، والذي تستخدمه كأداة سياسية ضد المغرب.
وفيما يتعلق بمزاعم الجزائر حول الموارد الطبيعية للصحراء المغربية، أكد السفير أن المغرب استثمر مليارات الدولارات في تنمية هذه المنطقة، مما جعلها وجهة جذابة للاستثمار وقطباً إقليمياً بارزاً. وأشار إلى أن تقارير الأمم المتحدة تؤكد على الجهود التنموية الكبيرة التي يبذلها المغرب في الصحراء، على عكس الجزائر التي تستخدم عائدات النفط لتمويل الجماعات الانفصالية.
و دعا هلال الجزائر إلى احترام قرارات مجلس الأمن والعودة إلى طاولة المفاوضات، مشدداً على أن المملكة المغربية تأمل أن تركز الجزائر خلال الفترة المتبقية من عضويتها في مجلس الأمن على مصالح القارة الإفريقية بدلاً من الاستمرار في الترويج لأجندتها ضد المغرب.