انطلق أمس الجمعة بزاوية سيدي محمد بن حميدة (حوالي 60 كلم من الصويرة)، الموسم السنوي للزاوية الرجراجية والذي يشكل تظاهرة دينية وثقافية وسوسيو-اقتصادية.
واستهل شرفاء ومريدو الزاوية الرجراجية، هذا “الحج الدائري” (الدور) بأضرحة السبعة رجال الذين يتم تقديمهم كأسلاف رجراجة، على 44 مرحلة في منطقة الشياظمة (شمال الصويرة)، ويمتد على مدار 44 يوما.
وتخللت هذا الحفل، الذي حضره عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين والسلطات وشخصيات أخرى، أمداح نبوية مع تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم ومداخلات سلطت الضوء على تفرد هذا الموسم السنوي الأصيل.
وجدد مقدم الزاوية الرجراجية، عبد العزيز المقدم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نيابة عن شرفائها ومريديها، التأكيد على تشبث هذه الزاوية المتين بالعرش العلوي المجيد، وتجندها الدائم وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تنمية وتقدم المملكة.
وأبرز أن موضوع هذا الموسم يسلط الضوء على المبادرة الأطلسية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، منوها بالمشاركة المتميزة في هذا الموسم لممثلي زوايا إفريقية ولاسيما من مالي والنيجر.
وأوضح أن هذه المشاركة تندرج في إطار الدبلوماسية الروحية والدينية للمغرب بإفريقيا، مما يدل على التزام المملكة المستمر بتعزيز العلاقات بين الثقافات والأديان في القارة.
من جهته، أبرز عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، محمد الغالي، خلال هذا الحفل، أهمية المبادرة الملكية الأطلسية، مؤكدا أن هذه الالتفاتة الملكية ستبث حياة جديدة في القارة الإفريقية، خاصة في منطقة الساحل التي تواجه العديد من التحديات الاقتصادية والتنموية.
وأضاف أن جلالة الملك لطالما شدد على أهمية تغيير الباراديغمات من أجل تمكين إفريقيا من تملك مصيرها الاقتصادي، مشيرا إلى أن ذلك يعني الانتقال من كون إفريقيا مجرد مورد للمواد الأولية للصناعات العالمية إلى إفريقيا قادرة على التحكم في وسائل الإنتاج الخاصة بها وخلق الثروة بشكل مستقل.
من جهته، نوه زانيدو عثمان، مسؤول بوزارة الشؤون الدينية بالنيجر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المبادرة الواعدة التي تعزز الروابط الأخوية بين الشعوب الإفريقية.
كما أشاد بمتانة العلاقات بين المغرب والنيجر، مؤكدا أيضا على الأهمية الكبرى للمبادرة الملكية الأطلسية، التي تشكل “فرصة ثمينة لاقتصادات منطقة الساحل”.
وفي ختام الحفل، أدى أعضاء الوفد الرسمي، وشرفاء ومريدو الزاوية، صلاة الجمعة بمسجدها الواقع بمحمد بن حميدة.
وبهذه المناسبة، رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يمد في عمر أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس ويمتع جلالته بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظ جلالته ويحقق ما يصبو إليه من عز وازدهار لهذه الأمة، وأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما توجه الحاضرون إلى الباري عز وجل بأن يمطر شآبيب الرحمة والمغفرة والرضوان على روحي جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني وأن يسكنهما فسيح جنانه.
إثر ذلك توجه عامل الإقليم والوفد المرافق، إلى ضريح سيدي علي بن بوعلي، حيث حضروا مراسم النحر.
وتتكون هذه الرحلة الفريدة من نوعها في المغرب بشكل أساسي من مرحلتين، الأولى تتم في سهل الشياظمة الساحلي والثانية شرق جبل لحديد.
وفي كل مرحلة، يتم إرساء مهرجان وسوق بالقرب من الأماكن التي يزورها رجراجة، مما يسهم في خلق دينامية اجتماعية واقتصادية حقيقية بالمواقع التي يتم العبور منها.