كشفت وزارة الصحة في تقرير جديد، طبيعة تطور فيروس “كوفيد 19” في المغرب، منبهة من خطورة الوضع عبر وصفها للحالة الوبائية الجديدة بـ”الأسوأ”، بعدما سجل معدل العدوى 4 حالات بين كل 100 ألف نسمة بالمغرب وهو “أكبر رقم مسجل منذ انطلاق الجائحة”، حيث وصل أن معدل الإصابة التراكمي الى 88 بين كل 100 ألف نسمة، محذرة من أنه معدل بدأ يرتفع برقمين يوميا، زيادة على وجود 122 حالة خطيرة من بينها 40 تحت التنفس الاصطناعي.
وعرف تطور الوضع الوبائي في المغرب، لجوء الحكومة الى عقد لقاء دراسي مع مجموعة من الاقتصاديين والخبراء المغاربة، للاستماع الى وجهة نظهرهم في تدبير المرحلة في ظل جائحة “كورونا” ومحاولة وضع خطط جديدة لمواجهة المرحلة التي وصفتها الحكومة بـ”المقلقة”.
ودفع تطور الوضع الوبائي المقلق بالمغرب، الاتحاد الأوروبي، الى استبعاد المغرب من قائمة الدول التي يسمح بالسفر إليها حسب الوضعية الوبائية، حيث كشف المجلس الأوروبي، قائمة حديثة للسفر إلى خارج دول الاتحاد، إذ استبعد التحديث الجديد المغرب واحتفظ بكل من أستراليا، وكندا، واليابان، وجورجيا، ونيوزيلندا، ورواندا، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، وتونس، وأوروغواي.
ودعت مفوضية الاتحاد الأوروبي، الدول الأعضاء إلى رفع الحظر المفروض على الأزواج غير المتزوجين، مشيرة إلى أن قيود السفر تؤثر على عدد كبير من الأزواج، بعدما أغلق الاتحاد الأوروبي أجواءه في مارس الماضي امام مجموعة من الدول التي لم تستطع احتواء الفيروس، بهدف منع تفشي فيروس كورونا، بعدما استبعد الاتحاد الأوروبي الجزائر الأسبوع الفارط، فيما وافق على فتح الأجواء مع الصين شريطة أن يكون الأمر متبادلا.
من جهته شدد جمال الدين البوزيدي، طبيب اختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة، على أن المغرب يعيش حالة وبائية خطيرة جدا، إذ إن الإصابات باتت تعد بالآلاف، محمّلا المجتمع المغربي المسؤولية في ذلك ومتوقعا أن يزيد الوضع سوءا.
وأكد رئيس للعصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية، عن صعوبة الوضع الحالي مؤكدا أن ما سيكون الأخطر هو الموجة الثانية للمرض، فيما الأيام المقبلة ستكون حاسمة جدا، وستعرف ارتفاعا أكثر للمرض وإزهاقا للأرواح، مشددا على أنه “يجب أن تكون الدولة المغربية صارمة، وأن تتم معاقبة كل من سولت له نفسه أن يؤذي الآخرين وإلا فإن النتائج ستكون جد وخيمة”.
وأفاد البوزيدي “استطعنا أن نجتاز المرحلة الأولى بنجاح، إذ طيلة أربعة أشهر لم يتجاوز عدد الإصابات ثمانية آلاف وعدد الوفيات مائتين، فيما مصالح الإنعاش والعناية المركزة لم تعرف أي ضغط، ومؤشر العدوى كان في حوالي 0,7؛ إلا أنه تم بث شائعة سامة مفادها أن الأمر لا يتعلق بمرض حقيقي بل فقط مرض وهمي، فيما هناك فئة أخرى تخلط بين رفع الحجر الصحي وانتهاء المرض وهو ما أدى إلى ارتفاع الحالات”.
وأشار رئيس العصبة المغربية لمحاربة السل والأمراض التنفسية الى أن “الدولة اتخذت قرارات جريئة بإغلاق ثماني مدن قبل عطلة عيد الأضحى، ولو لم يكن الأمر لكان الوضع أكثر سوءا”، متحدثا عن وجود استهتار لدى الأطفال والشباب بدعوى أن المرض لا يصيبهم؛ “في حين أن الأمر غير صحيح، بل إن المرض أزهق أرواح شباب كثيرين في الولايات المتحدة الأمريكية وأصابهم بمتلازمة كاواساكي أو تختر الدم في الدماغ”.
وأكد الطبيب الاختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة أن مرض “كوفيد ـ 19” هو عكس الأنفلوانزا الموسمية التي لا تكون لها عواقب أو مضاعفات؛ بل يكون له تشمع الرئتين الذي يؤدي إلى قصور في التنفس ويعطي عاهة دائمة، كما قد يؤدي إلى فقدان البصر، وشدد جمال الدين البوزيدي على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، قائلا “هي مسائل بسيطة وسهلة، لكن هناك تراخٍ، وينبغي على المواطنين أن يدركوا الخطر، واوضح أن مخاطر العدوى مرتبطة بأربعة عناصر هي المسافة والمدة وحمل الكمامة وهل المكان مغلق أو مفتوح، مشيرا إلى أن نسبة الإصابة في مكان مفتوح تصل إلى 12 بالمائة وترتفع في مكان مغلق إلى 75 بالمائة، واشار البوزيدي ، الى أهمية ارتداء الكمامات، مشيرا إلى أن ارتداءها من قبل كل الأشخاص يساهم في الحماية بنسبة 95 بالمائة، أما ارتداؤها من قبل شخص واحد يساهم فقط بنسبة أربعة بالمائة.