على الضفة التي تفصل بين الرباط وسلا، وتحديداً عند نقطة التقاء التاريخ بالجغرافيا، يسابق العمال الزمن تحت ظلال برج شاهق يفرض حضوره على الأفق.
برج محمد السادس، الذي أصبح منذ الآن معلماً بصرياً لا تخطئه العين، دخل مراحله الأخيرة من التهيئة، فيما بدأت ملامح يوم الافتتاح تلوح في الأفق.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، بدا المشهد نابضاً بالحركة. كاميرات الصحفيين تلتقط آخر اللمسات، فيما ارتفعت أصوات المثاقب والمطارق فوق المنصات وتحتها.
عمال بقبعات صفراء يتنقلون بسرعة بين واجهات الزجاج وطبقات الإسمنت، ينجزون ما تبقى من مهام وكأن العد العكسي لا يسمح لهم حتى بالتقاط الأنفاس.
من داخل البرج، تبدو الصورة مختلفة قليلاً. أعمال التشطيب توشك على الاكتمال، اللمسات الأخيرة توضع بدقة على جدران وأرضيات لا تقل فخامة عن المشاريع العالمية.
أما الطابق الأرضي وسطح المبنى، فهما يشهدان دينامية متواصلة لاستكمال تجهيزات الافتتاح.
غير بعيد عن مدخل البرج، وعلى ضفاف نهر أبي رقراق، تُقام مدرجات جديدة خُصصت للزوار. “هنا، يمكن للناس أن يستريحوا قليلاً، يلتقطوا الأنفاس وربما بعض الصور أيضاً”، يقول أحد العمال بابتسامة فخر.
البرج الذي يتوسط المشهد لم يعد مجرد مشروع عمراني، بل بات رمزاً طموحاً لوحدة الرؤية بين الجهة والدولة والقطاع الخاص.
بعلو يصل إلى 250 متراً، ومجموعة مرافق راقية تشمل مكاتب وشققاً وفندقاً فخماً ومراكز تجارية، يتهيأ برج محمد السادس لأن يكون واجهة حضارية تعيد تشكيل صورة الرباط وسلا معاً.
ومع توقيع الاتفاقية مع سلسلة فنادق «والدورف أستوريا»، التابعة لهيلتون، تعززت رمزية المشروع دولياً.
في وادي لطالما شكّل نقطة التقاء بين ضفتي الحاضرة، يقف برج محمد السادس اليوم شامخاً، شاهداً على تحوّل عمراني يحمل خلفه قصة رؤية، ووراءه سواعد لا تنام.