سجّل المغرب زيادة قياسية في وارداته من حمض الكبريت خلال العام الماضي، حيث استورد أكثر من مليوني طن، وهو أعلى مستوى منذ ثلاث سنوات، وفقًا للبيانات الجمركية التي حلّلتها منصة “الطاقة” المتخصصة.
ارتفاع الطلب على حمض الكبريت لدعم إنتاج الأسمدة
بلغت واردات المغرب من حمض الكبريت 2.01 مليون طن خلال عام 2024، وتم توجيهها بشكل أساسي إلى مركز الجرف الأصفر التابع لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات (OCP)، وذلك بالتزامن مع تشغيل وحدتين جديدتين لحرق الكبريت في المركز.
وفي إطار تعزيز إمدادات هذه المادة الأساسية، أبرم المكتب الشريف للفوسفات اتفاقًا طويل الأمد مع “قطر للطاقة” في نوفمبر الماضي، لتوريد 7.5 مليون طن من الكبريت على مدار عشر سنوات، حيث تُعدّ الدوحة من بين أكبر منتجي الكبريت عالميًا بطاقة إنتاجية تبلغ 3.4 مليون طن سنويًا.
يهدف هذا الاتفاق إلى دعم خطط المكتب الشريف للفوسفات الرامية إلى رفع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية من 15 مليون طن في عام 2023 إلى 20 مليون طن بحلول عام 2027، ما يعزز دور المغرب كأحد أكبر المنتجين والمصدرين للأسمدة عالميًا.
خريطة واردات المغرب من حمض الكبريت
استورد المغرب حمض الكبريت من وجهات متعددة، حيث شكّلت الصين ودول البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود حوالي 50% من إجمالي الواردات. وتوزّعت الإمدادات على النحو التالي:
- الصين: 424 ألف طن، وهو معدل مماثل لواردات 2023.
- إيطاليا: 264 ألف طن، بزيادة كبيرة عن 19 ألف طن في 2023.
- بلغاريا: 227 ألف طن، ارتفاعًا من 19 ألف طن على أساس سنوي.
- تركيا: 207,400 طن، مقابل 37 ألف طن في العام السابق.
- إسبانيا: 198 ألف طن، وهو أعلى مستوى للواردات منذ عام 2021.
- دول شمال غرب أوروبا: 430 ألف طن، أي أكثر من ضعف واردات 2023.
توقعات بانخفاض الواردات مقابل زيادة الإنتاج المحلي
على الرغم من الارتفاع الكبير في واردات العام الماضي، يتوقع الخبراء أن يتراجع استهلاك المغرب من حمض الكبريت خلال 2025 ليصل إلى 1 – 1.1 مليون طن، أي نصف حجم واردات 2024.
ويرجع هذا الانخفاض إلى تشغيل مرافق جديدة لحرق الكبريت في الجرف الأصفر، مما سيُمكّن المغرب من معالجة الكبريت الخام محليًا بدلًا من استيراد حمض الكبريت جاهزًا.
اضطرابات في واردات الكبريت وتأثيرها على السوق
واجهت واردات المغرب من الكبريت بعض التحديات خلال النصف الثاني من 2024، بسبب أعمال الصيانة في كازاخستان، التي تُعدّ أكبر مزوّد للمملكة. ومع ذلك، بلغت واردات المغرب من الكبريت 4.2 مليون طن، حيث تصدرت كازاخستان قائمة المورّدين، تليها الإمارات العربية المتحدة، بمعدل إمدادات نصف سنوي بلغ 1.3 و1.2 مليون طن على التوالي.
آفاق مستقبلية لقطاع الأسمدة في المغرب
مع استمرار المغرب في تعزيز قدراته الإنتاجية، يُتوقع أن يلعب دورًا أكبر في سوق الأسمدة العالمية، خاصة مع زيادة الطلب على المنتجات الفوسفاتية. ويبدو أن التحول نحو معالجة الكبريت محليًا سيمنح المكتب الشريف للفوسفات مرونة أكبر في الإنتاج وتقليل الاعتماد على واردات حمض الكبريت مستقبلاً.