عبد الله المليحي
عضو المجلس الوطني ومناضل في الاتحاد الاشتراكي منذ أربعة عقود
ان من يسابق الزمن ويربك الخطوات ويهيج العواطف من اجل مكتسبات رقمية واهية، ومعارضة جوفاء فارغة، ونعيق غراب الريع والفساد الحزبي من أجل الولاية الثالثة القائمة على الطبل والغيطة، كمن يقفز على الهواء تاركا وراءه حزبا ترعرعت فيه الحلقية والمؤامرة كما وقع البارحة بالمجلس الوطني 18 شتنبر 2021، وتربعت فيه المحسوبية، وانتعشت فيه الزبونية، وأضحت مقراته مهجورة يعيش داخلها الغربان الضالة، خالية من أجل عيون الزعيم الكارطوني الابدي الخالد ” كعيدي أمين، بوكاصا، جعفر النميري” ومراعاة لعواطفه الجياشة والتواقة لزعامة أبدية واحساسه المرهف لتوريت الحزب له ولبني جلدته أصحاب الاثراء السريع وتوزيع كعكعة الانتخابات والكلام الفضفاض والسوابق وملفات الفساد “التعاضدية العامة” وتجار الوهم السياسي الزائف الذين لا هم لهم الا محاربة المناضلين الاحرار الشرفاء بأبشع النعوت والقذف والشتائم.
ان ما أفرزته الانتخابات الخريف السابق من خوارق وعجائب، والتي كان بطلها حزب الدولة وزعيم حزب يساري وغيره، وتنابز بالالقاب وتصريف النوائب هنا وهناك ولو بلغة ” التقاشر”، يكشف زيف شعاراتهم المرفوعة ابان الحملة الانتخابية المعلومة المفبركة والتي استعملت فيها الاموال بشكل بشع حتى من طرف من يدعون الطهرانية واليسارية، وبرنامجهم الحكومي المضحك والرديئ وأفقهم السياسي المحدود وتحالفهم الحكومي المفكوك والذي يركز على لغة رديئة والقوالب، متجاهلين حاجيات وآمال الشعب الحالم في أفق جميل يعيد للوطن قدسيته مع أبناءه البررة كما كان الحال في العهد السابق أيام المهدي وعمر وعبدالرحيم واليوسفي والاموي رحمهم الله أصحاب الفكر الثاقب والوطنية الصادقة من أجل مغرب زاهر.
أثناء انعقاد المجلس الوطني، تم ذبح الديمقراطية داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بل دفن بشكل نهائي وسنصبح كحزب العهد وحزب العمل.
لقد تم تغييب الفكر والثقافة والسياسة وكل شيء مرتبط بقضايا المجتمع وهيمنت أثناء اشغال المجلس الوطني من سيتحمل مسؤولية قيادة حزب والاستفادة من أموال الشعب بشكل همجي ومتخلف رغم انهم كما فشلوا الان سيفشلون في المرحلة المقبلة.
السبب كلكم تعرفونه هو الالتصاق بالكرسي والزعامة الفارغة. ان من نسي او تناسى من القيادة الحالية والتي تروج للقعدة الثالثة، أنها تيسر الامور للذين يحاولون ضرب الحزب واعتباره جزء من الماضي حتى يخلو لأصحاب tik tok السياسي.
فلكل هؤلاء وهؤلاء والذين يتخندقون في صفوفنا ويعتبرون أن الوطن فوق الكل، لامناص من مصارحة أن الحزب يحتاج الى جيل جديد من السياسيين الشباب والاقتصاديين الاكفاء، بل يحتاج الى مثقفين ومفكرين ووطنيين صادقين قادرين على خلق رجة فكرية ثقافية قوية والتي بدونها سينهار الوضع الحزبي اليساري، بدل لغة التلون الحزبي والتلف المرجعي الذي تعيشه القيادة الحالية والقرارات التي اتخذت البارحة تؤكد بالملموس أن كل شيء سينهار في حزب قدم شهداء من أجل الوطن.
فعزاؤنا واحد ولنصلي صلاة الجنازة على حزب الشهداء وانا لله وانا اليه راجعون.