بسط لاعبو المنتخب الوطني المغربي سيطرتهم على أربع مسابقات قارية مختلفة، في حدث استثنائي ينذر أن نجد له مثيلاً في القارة الإفريقية وعلى مستوى الدول العربية.
البداية كانت مع الدولي المغربي إبراهيم دياز الذي عاش لحظة تاريخية مع ناديه ريال مدريد بعد فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في مسيرته الاحترافية، والكأس الـ15 في تاريخ النادي الملكي.
هذا الإنجاز لم يكن مجرد تتويج شخصي لدياز، بل أضاف بُعدًا جديدًا لتألق اللاعبين المغاربة على الساحة الأوروبية، مما يعزز من مكانة المغرب في كرة القدم العالمية.
في نفس السياق، شهدت المكسيك تألقًا مغربيًا آخر عندما توج أسامة الإدريسي مع فريقه باتشوكا بكأس عصبة الكونكاكاف للمرة السادسة في تاريخ النادي، والأولى في مسيرة الإدريسي الاحترافية. فوز باتشوكا بثلاثية نظيفة على كولومبوس كروي الأمريكي جاء ليعزز مكانة الإدريسي كلاعب محوري، حيث ساهم في صناعة الهدف الثالث ولعب 88 دقيقة بتنافسية عالية.
الإدريسي أظهر قدرة عالية على الانسجام مع الكرة اللاتينية، واستثمر فعاليته ونجاعته في مجموعة من المنافسات. سجل وصنع أهدافًا عديدة خلال مسيرته مع باتشوكا في عصبة أبطال الكونكاكاف، مما يعكس تطوره الكبير وتأقلمه السريع مع البيئة الجديدة.
النجاحات الفردية للاعبي المغرب لم تتوقف هنا. سفيان رحيمي توج بلقب عصبة أبطال آسيا مع العين الإماراتي، فيما حاز رضا سليم لقب عصبة أبطال إفريقيا مع الأهلي المصري. أما أيوب الكعبي ويوسف العرابي، فقد فازا مع أولمبياكوس اليوناني بلقب كونفرنس ليغ. هذه الإنجازات تعكس مدى انتشار وتأثير اللاعبين المغاربة على مستوى القارات المختلفة.
رغم هذه الإنجازات، يواجه اللاعبون المغاربة تحديات مستمرة للحفاظ على مستواهم والنجاح في المسابقات المستقبلية. يتطلب ذلك استمرار الدعم من الأندية والاتحاد المغربي لكرة القدم، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية الرياضية والتكوين.
إن بسط السيطرة المغربية على أربع مسابقات قارية في وقت واحد هو إنجاز غير مسبوق وحدث تاريخي يستحق الإشادة. يعكس هذا الإنجاز الجهود المبذولة من اللاعبين المغاربة وأنديتهم، ويؤكد على إمكانيات المغرب الكبيرة في عالم كرة القدم.
إن استمرار هذا النجاح يتطلب دعمًا مستمرًا وتخطيطًا استراتيجيًا لضمان استدامة هذه الهيمنة في المستقبل.