أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تحذيرًا جديًا حول التهديد المتزايد الذي تشكله الحرارة الشديدة على صحة الأطفال والحوامل في جميع أنحاء العالم.
وأشارت المنظمة إلى أن التعرض المطول لهذه الحرارة يمكن أن يزيد من مخاطر سوء التغذية والأمراض المعدية، مثل الملاريا، مما يضع الفئات الأكثر ضعفًا في مواجهة تهديدات غير مسبوقة.
بحسب تقرير اليونيسيف، فإن ما يقارب 466 مليون طفل، أي حوالي 20 بالمائة من أطفال العالم، يعيشون في مناطق تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في عدد أيام الحرارة الشديدة.
وقد تضاعف عدد هذه الأيام بالمقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل ستة عقود، مما يعكس تفاقمًا خطيرًا في تأثيرات التغير المناخي.
التقرير يكشف أيضًا عن أن الأطفال في 16 دولة يواجهون أكثر من 30 يومًا إضافيًا من الحرارة الشديدة سنويًا مقارنة بما كان عليه الوضع في الستينيات.
على سبيل المثال، في جنوب السودان، ارتفع عدد أيام الحرارة الشديدة من 110 أيام في الستينيات إلى 165 يومًا في العقد الحالي.
هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة يشكل تحديًا صحيًا خطيرًا، خاصة في الدول التي تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة لمواجهة مثل هذه الظروف.
في هذا السياق، دعت اليونيسيف إلى اتخاذ تدابير عاجلة للحد من الانبعاثات الحرارية وتعزيز الحماية الصحية للأطفال. وأكدت المديرة التنفيذية للمنظمة، كاثرين راسل، على ضرورة اتخاذ خطوات جريئة لضمان حق الأطفال في بيئة نظيفة وصحية.
وشددت على أن الأطفال ليسوا فقط ضحايا سلبيين للتغير المناخي، بل هم أيضًا المجموعة الأكثر تأثرًا بتبعاته.
هذا التحذير يأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات العالمية لاتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة التغير المناخي، خصوصًا في ضوء تأثيراته المتسارعة على الفئات الأكثر ضعفًا.
وبينما تواصل الحرارة الشديدة تهديد صحة الأطفال حول العالم، يبقى الأمل معقودًا على التحرك الفوري من قبل الحكومات والمنظمات الدولية لضمان مستقبل آمن وصحي للأجيال القادمة.