نظمت سفارة المملكة المغربية ببلجيكا ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الأحد ببروكسيل، حفلا لتوزيع الجوائز على أبناء الجالية المغربية المقيمين ببلجيكا من المتفوقين في المباراة الخاصة بنيل شهادة استكمال الدروس الابتدائية في اللغة العربية والثقافة المغربية، وذلك برسم الموسم الدراسي 2023/2022.
وخلال هذا الحفل الذي دأبت سفارة الملكة ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج على تنظيمه سنويا لفائدة أبناء الجالية المغربية ببلجيكا المستفيدين من برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية، والذين يقدر عددهم بالآلاف، تعاقب مجموعة من هؤلاء التلاميذ على تقديم باقة من الأنشطة التربوية والثقافية المتنوعة، والتي حملت في طياتها كل معاني التعلق بالوطن الأم والاعتزاز بإنجازات المغرب في شتى المجالات الاقتصادية، الثقافية والاجتماعية.
وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أبرز سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، الأهمية الكبرى التي يكتسيها هذا الحفل الذي يتيح الاحتفاء بأبناء الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، على ضوء الجهود التي بذلوها طيلة السنة من أجل تعلم اللغة العربية والإحاطة بأهم مكونات الثقافة المغربية الغنية ومتعددة الروافد.
وفي هذا السياق، أوضح السفير أن الغاية من وراء الحرص على تعلم أبناء الجالية المغربية اللغة العربية والثقافة المغربية هو تعزيز تشبثهم بوطنهم الأم وتيسير اندماجهم الناجح في بلد الاستقبال بلجيكا، و”ليس بتاتا عزلهم عن محيطهم”، وذلك من منطلق حقهم في توثيق الصلة بأصولهم وثقافتهم ولغات بلدهم الأم.
وقال في هذا الصدد، إن “الطفل الذي يعيش في انسجام مع ثقافته الأم ولغته ودينه وأصوله يتوفر على حظوظ أكبر للنجاح في بلده الثاني (…)، فليس هناك أي تناقض بين كون الطفل مغربيا ويفتخر بمغربيته وأن يكون بلجيكيا ويعتز بانتمائه لهذا البلد”.
وحرص السيد عامر على إبراز “الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل خدمة مغاربة العالم وتلبية انتظاراتهم وتعزيز ارتباطهم ببلدهم الأصلي”، مشيرا إلى أن المغرب يقدر عاليا ما يقوم به أبناؤه في الخارج ويدرك ما يبذلونه من جهود قيمة حتى ينعم وطنهم بالأمن والاستقرار والتطور.
وفي كلمة مماثلة، أبرز مدير قطب التربية والتعدد الثقافي بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، إبراهيم عبار، الرمزية القوية التي تكتسيها هذه المبادرة، التي تتوخى ترسيخ حس الانتماء للمغرب وتعميق الارتباط بالأصول، بما يضمن استمرارية تجذر الروح الوطنية لدى الأجيال المستقبلية.
وأوضح السيد عبار أن المؤسسة تولي أهمية كبرى للاحتفاء بأبناء الجالية من المتفوقين في اللغة العربية والثقافة المغربية ببلجيكا، مشيرا إلى أنها مبادرة فريدة على مستوى أوروبا وتستمد أهميتها من ثقل الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد.
من جانبه، أوضح المنسق التربوي، المسؤول عن المصلحة التربوية بسفارة المملكة المغربية ببلجيكا، يوسف الرياني، أن هذه المباراة عرفت في نسختها الأخيرة مشاركة زهاء 500 تلميذة وتلميذ من مختلف ربوع بلجيكا، وحظي المتفوقون منهم بجوائز قيمة.
وذكر السيد الرياني بالسياق العام لهذا الحفل السنوي الذي يأتي تتويجا لسنة دراسية كاملة حافلة بالعطاء والجد والاجتهاد، ومباشرة بعد مباراة نيل شهادة الاعتراف باستكمال الدروس الابتدائية في اللغة العربية والثقافة المغربية، مسلطا الضوء على مختلف المواد التي ي ختبر فيها المتبارون والمتباريات، من لغة عربية وثقافة المغرب وتاريخه وجغرافيته.
وتميز هذا الحفل، الذي شهد حضور القناصل العامين للمملكة بكل من بروكسيل وأنفيرس ولييج ورئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، إلى جانب ثلة من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والمسؤولين بجمعيات مغربية وأسر الأطفال، بتكريم عدد من الأساتذة المؤطرين لهذه المباراة وتوزيع الجوائز وشواهد الاعتراف على التلاميذ المتفوقين فيها.
ويشار إلى أن كلا من المباراة والحفل السنوي المذكورين، قد اكتسبا زخما كبيرا منذ سنة 2011، وهو ما تجسد بالخصوص في الازدياد المضطرد لأعداد المتبارين، علما أن البعثة التعليمية المغربية ببلجيكا تتألف من أزيد من سبعين أستاذة وأستاذا، من النخبة، تعينهم مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج عقب مباراة دقيقة، تبدأ أطوارها بانتقاء أولي وتنتهي بمباراة شفوية مرورا باختبارات كتابية.
ومن المرتقب أن يتعزز هذا الفريق التربوي مستهل الموسم الدراسي المقبل، بإثني عشر أستاذا وأستاذة، وذلك في إطار جهود الم0000ة المغربية الرامية إلى الاستجابة للطلبات المتزايدة على خدمات أعضاء البعثة الثقافية المغربية، سواء من قبل المدارس البلجيكية، أو مختلف الجمعيات والمراكز الثقافية النشطة في مجال تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية.
وقد شهد هذا الحفل، أيضا، الاحتفاء بالمشاركين في المقام الثقافي الذي تنظمه مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بحيث سيشارك خلال هذا الموسم 110 من بلجيكا ضمن حوالي 700 مشارك.