أصبح الحديث عن المستوى الباهر لعزالدين أوناحي مع المنتخب الوطني من البديهيات، خصوصا الأداء العالي الذي يقدمه، الفتى يشكل فارق كبير وثقل لا مثيل له، وهذا ما يجعل المأمورية صعبة على أي منافس.
هذا الرجل أخذ شرعية الكل، الاستحقاق من نصيبه، يساهم كلما لعب في إدخال الفرحة والسرور لعشاق اللون الأحمر والأخضر، يفاجئ الجميع كلما لعب، ويواجه النجاحات بتواضع وخجل.
كرة القدم كلها تحوّلات، إذا هبت رياحك فاغتنمها، اوناحي ظل متشبثا بالفكرة، بدأ صغيرا في مدرسة الرجاء في سن العاشرة، قبل أن ترصده الأعين التقنية داخل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، حيث تكون في رحابها بداية من سن الخامسة عشرة لغاية الثامنة عشرة، ثم تدرج وكبر ليخطف الأضواء في المغرب والعالم.
نجاح اوناحي لم ولن يتوقف في مونديال قطر، الرجل يحصد الألقاب والتتويجات تباعا، كان أخرها تتويجه بلقب أفضل لاعب في مباراة أمس الأربعاء أمام تانزانيا.
قال عنه بكل تواضع الناخب الإسباني لويس إنريكي دقائق قليلة بعد إقصاء منتخبه في كأس العالم “كنت مندهشا جدا من الرقم 8، آسف لا أتذكر اسمه، يا إلهي من أين خرج هذا الفتى؟ يلعب بشكل جيد، حقا لقد فاجأني”.
الفتى الذي لم يطفئ شمعته 24، أصبح محط اهتمام عدة أندية كبيرة، على غرار برشلونة الإسباني ونابولي الإيطالي، اقتنع النجم الدولي المغربي بالمشروع الرياضي في مارسيليا، عساها تكون خطوة من أجل التطور أكثر، علما أنه يعد حاليا ضمن قائمة “أغلى” 50 لاعب في العالم، من مواليد سنة 2000.
عشقه أجيال من المغاربة، محب للحياة، ممارس للشغف، أبدع في عالم الساحرة المستديرة بهمة لا تفتر، سيبقى عنوانا لافتا لرقي الكرة المغربية، هو في الواقع “ظاهرة كروية”.