في وقت تتجه فيه أنظار عشاق كرة القدم نحو جائزة الكرة الذهبية المنتظرة في 22 سبتمبر المقبل، يبرز اسم النجم المغربي أشرف حكيمي كأحد الأسماء الثقيلة في ترشيحات هذا الموسم، بعدما واصل تألقه اللافت بقميص باريس سان جرمان، وخصوصًا خلال مشاركته الأخيرة في كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة.
حكيمي، الذي يجمع بين القوة البدنية والانطلاقات السريعة والدقة الهجومية رغم مركزه الدفاعي، بات واحدًا من أنشط الأظهرة في العالم، وأكثرهم تأثيرًا في مجريات اللعب.
.ومع ذلك، يبدو أن حضوره في سباق الكرة الذهبية، رغم جدارته، لا يحظى بنفس الزخم الإعلامي الذي يحظى به زميله في الفريق عثمان ديمبيليه.
ديمبيليه.. مرشح فرنسا المدلّل
منذ بداية 2025، ومع تحوّل إلى هداف مؤثر في باريس سان جرمان، لم يتوقف الإعلام الفرنسي عن الترويج لعثمان ديمبيليه كأحد أبرز الأسماء التي تستحق الكرة الذهبية. تقارير يومية، تحليلات متلفزة، مقالات تمجيدية… كلها عناصر تشكّل ضغطًا إعلاميًا منظمًا يُعيدنا إلى قوة اللوبي الفرنسي في التأثير على قرارات الجوائز الكبرى، سواء عبر الاتحاد الأوروبي أو من خلال شبكات الصحافة المؤثرة دوليًا.
ولا يخفى على المتابعين أن هذا الزخم الإعلامي الفرنسي كان حاسمًا في تعزيز أسهم لاعبين سابقين، حتى عندما لم يكن أداؤهم الأفضل عالميًا. واليوم، تتكرر المعادلة نفسها: حضور إعلامي مكثف لديمبيليه، مقابل غياب شبه تام لحكيمي عن واجهات الإعلام الدولي، وخصوصًا من طرف الصحافة المغربية.
غياب الدعم الإعلامي المغربي
ورغم أن حكيمي يحمل مشعل الكرة المغربية في أعرق المحافل، فإن الإعلام الرياضي المغربي يبدو غير قادر – وربما غير راغب – في خوض معركة الدعم والترويج الدولي لنجم البلاد الأول. لا حملات صحفية، ولا تغطيات واسعة، ولا تحليلات تواكب تطوره الملفت في باريس ومنتخب “الأسود”، ولا حتى مطالب واضحة للجامعة بدعم ترشيحه لجائزة لطالما احتكرها نجوم الهجوم و”الماكينات الإعلامية”.
الفرق الصارخ بين التغطية الإعلامية لديمبيليه في فرنسا، وحكيمي في المغرب، لا يعكس فقط تفاوتًا في الإمكانيات الصحفية، بل يكشف غياب رؤية وطنية استراتيجية تستثمر في رموزها الرياضية، وتضعهم في المكانة التي يستحقونها دوليًا.
الكرة الذهبية.. وواقع لا يعترف بالإنصاف فقط
على الورق، قد لا يحظى حكيمي بنسبة التهديف التي تجلب الأضواء كما هو حال ديمبيليه، لكنه يتفوّق بثباته وأدائه التكتيكي، ومردوده العالي على امتداد الموسم، وقدرته على الحسم دفاعًا وهجومًا. كما أن أرقامه في دوري الأبطال، وفي كأس العالم للأندية، وشخصيته القيادية في الفريق الباريسي، كلها عناصر تجعله في صلب الترشيحات الموضوعية.
لكن الجائزة، كما يعلم الجميع، ليست فقط حصيلة الأرقام، بل نتاج سردية إعلامية ضخمة، وشبكة علاقات دولية، ولعلها في بعض الأحيان مسألة من “يصنع القصة الأكثر جاذبية”… وهنا، يبدو أن ديمبيليه قد ربح الجولة الأولى إعلاميًا، في انتظار ما ستقرره لجنة التحكيم لاحقًا.
فهل يمكن أن يُكسر التقليد، ونشهد أول ظهير في التاريخ يصعد منصة الكرة الذهبية؟ أم أن الصمت المغربي سيُسلم الجائزة مجددًا لمن كان صوته أعلى، لا أداؤه أفضل؟