مرة أخرى، تثبت جامعة عبد المالك السعدي أنها ليست مجرد مؤسسة تعليم عالٍ تقليدية، بل نموذجٌ جامعي متقدم يترجم الرؤية الوطنية في التنمية المستدامة إلى إنجازات ملموسة على المستوى الدولي.
ففي النسخة الأخيرة من تصنيف Times Higher Education Impact Ranking 2025، حافظت الجامعة، وللسنة الرابعة توالياً، على موقعها المتقدم بين الجامعات العالمية من حيث التفاعل مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة.
بيان صادر عن الجامعة – توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء – أفاد بأن المؤسسة التعليمية قد تميزت وطنياً ودولياً في أربعة من أصل 11 هدفاً أمميًا التزمت بالعمل عليها، ويتعلق الأمر بـ:
الهدف السادس: المياه النظيفة والنظافة الصحية، والذي يركز على ضمان الحق في الولوج للماء والتطهير.
الهدف الثاني عشر: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، الذي يشجع على نماذج إنتاج واستهلاك تراعي البيئة والاستدامة.
الهدف الرابع عشر: الحياة تحت الماء، والموجه لحماية الثروات البحرية والساحلية.
الهدف الخامس عشر: الحياة في البر، والذي يدعو للحفاظ على النظم البيئية البرية وترميمها.
هذا الأداء لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لمسار التزام متصاعد منذ أول مشاركة للجامعة في التصنيف سنة 2022، حيث بدأت آنذاك بخمسة أهداف فقط، قبل أن ترتفع إلى 11 هدفًا العام الماضي.
بعكس أغلب التصنيفات الأكاديمية التي تركّز على الأبحاث أو التكوين، فإن Times Higher Education – Impact Ranking يقيس مدى مساهمة الجامعات في تحقيق التنمية المستدامة، مما يجعل نتائجه مؤشراً فعلياً على أثر الجامعة في محيطها وفي العالم.
وفي هذا السياق، فإن احتفاظ جامعة عبد المالك السعدي بمكانتها في هذا التصنيف، يترجم رؤيتها الإستراتيجية التي تزاوج بين التكوين العالي والمسؤولية المجتمعية.
ما يميز هذه الجامعة، بحسب البيان ذاته، ليس فقط التزامها النظري، بل تجسيدها الفعلي لأهداف التنمية المستدامة من خلال التعليم، والبحث، ونقل المعرفة، وسياسات التدبير الداخلي.
ووفق منهج “المسؤولية الاجتماعية الجامعية” (RSU)، ترسّخ الجامعة مكانتها كفاعل محوري في التغيير الإيجابي، وقادر على التصدي للتحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة والمستقبلية.
الاعتراف الدولي الذي تحظى به الجامعة، يأتي أيضًا في انسجام تام مع الرؤية الملكية الداعية إلى حماية البيئة والعدالة المناخية، وهو ما يجعل من الجامعة فاعلاً مواطنًا يعمل على مستوى التعليم العالي لتجسيد التوجهات الوطنية على أرض الواقع.
وبهذا، تؤكد جامعة عبد المالك السعدي أنها لم تعد فقط فضاءً للتكوين، بل فاعلاً تنموياً يحمل رسالة تتجاوز أسوار الحرم الجامعي، وتطمح إلى بناء مغرب مستدام، منفتح ومساهم في مستقبل أفضل للجميع.