شهدت الساحة التي احتضنت تجمع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة المحمدية، صباح اليوم الخميس، لحظة توتر غير منتظرة، بعدما ظهر شخص يحمل علمي الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، مارًا وسط الحشود وبمحاذاة المنصة الرئيسية، في وقت كانت فيه الهتافات تتعالى بشعارات اجتماعية وسياسية.
الواقعة أثارت غضبًا واسعًا في صفوف المشاركين، الذين اعتبروا المشهد استفزازًا مباشرًا لمواقفهم المعلنة الرافضة للتطبيع، ولا سيما في ظل الحساسية التي تحيط بالقضية الفلسطينية.
ولم يتأخر المنظمون في التعبير عن استنكارهم لما وصفوه بـ”الفعل الغريب والمرفوض”، بينما صدحت الحناجر بشعارات تندد بما حدث وتؤكد على مركزية فلسطين في وجدان الطبقة العاملة.
التدخل الأمني جاء سريعًا، حيث تحركت عناصر الشرطة الحاضرة في عين المكان لاحتواء الوضع ومنع تفاقمه، دون تسجيل أي انزلاقات أو مواجهات، في وقت عاد فيه الحفل إلى طابعه السلمي بعد دقائق من التشنج والدهشة.
عدد من النقابيين عبّروا عن استغرابهم من تصرف “غير مفهوم السياق أو الرسالة”، خاصة في يوم يفترض أن يكون مخصصًا للتعبير عن المطالب الاجتماعية والوطنية، وليس لتسجيل مواقف ملتبسة أو مستفزة.
ويُذكر أن هذه الحادثة لم تمنع تنظيم الكونفدرالية من استكمال برنامجها الاحتفالي، حيث ألقى ممثلو النقابة كلماتهم وسط حضور لافت، مؤكدين على تشبثهم بالقضايا العادلة للشغيلة، وعلى رأسها ملف الأجور والحريات النقابية، وكذا دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية.