تعيش واحات إقليم طاطا، التابعة لجهة سوس ماسة، على وقع تهديد موسمي متجدد، حيث اجتاحت النيران خلال الأيام الأخيرة مساحات شاسعة من أشجار النخيل، خاصة في مناطق فم الحصن وتسكيلت، مما خلف خسائر مادية جسيمة وأثار حالة من الذعر بين الساكنة المحلية.
الحرائق، التي باتت تتكرر مع حلول فصلي الربيع والصيف، أعادت إلى الواجهة المخاوف القديمة بشأن هشاشة المنظومة البيئية في المنطقة، خاصة في ظل ضعف التجهيزات وغياب التدخلات الوقائية. وأكد نشطاء بيئيون وحقوقيون أن أغلب هذه الحرائق تعود لأسباب بشرية، سواء بسبب الإهمال أو ممارسات غير مسؤولة، مطالبين بضرورة التحرك العاجل للحد من هذا النزيف البيئي.
وفي ظل تزايد المخاطر، دعت فعاليات مدنية إلى اتخاذ تدابير ملموسة لحماية هذه الواحات التي تُعد ركيزة أساسية للعيش والاقتصاد المحلي. وتشمل هذه المطالب توفير بنية تحتية مقاومة للحرائق، من بينها خزانات مياه ومسالك داخلية، إضافة إلى تعويض المتضررين ودعمهم.
كما شددت الفعاليات ذاتها على أهمية إطلاق مشاريع تنموية مستدامة تعزز صمود الإقليم في وجه التغيرات المناخية، وتوفر بدائل اقتصادية وسياحية تضمن مستقبلاً أفضل للمنطقة. ولم تغفل الدعوة إلى تفعيل دور وكالة تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، مطالبة إياها بلعب دور محوري في إنقاذ ما تبقى من هذا التراث البيئي الفريد.