مصطفى المنوزي
بادر حزب الحمامة إلى الإعلان، منذ اللحظة تلك، إلى أنه سيتبوأ المرتبة الأولى في المحطة الانتخابية المقبلة، وخرج بعده حليفاه الحكوميان، وبنفس الحماسة والقوة، إلى ركح المشهد السياسي، إلى الإعلان عن نفس الإرادة ، وبذلك تمت ” شرعنة ” إنطلاق الحملة الانتخابية قبل الأوان؛ وفي ذلك مطية لثلاثة أهداف، الهدف الأول أن الحملة لم تعد خفية أو سرية؛ أو تتخذ لها أية تقية حيث رفع الحرج رسميا عن أحقية استغلال النفوذ الحكومي، وبما يبرر شرعية استعمال المال العمومي ووسائل الدولة المخصصة لتنفيذ السياسة العمومية، بما فيها المال والموارد البشرية ولوجستيك الإدارة والإعلام ؛ والهدف الثاني هو العمل على استغراق محتويات الحملة كأجوبة ضمنية على الوعود الانتخابية السابقة بوعود انتخابية لاحقة او وفق ما يسمى تأجيل الوفاء على الطريقة القانونية والقضائية، وفي ذلك إلهاء وإنشاء، أي إنشاء تقليد بمثابة مسلمة خالدة في الزمان والمكان، وهي الهدف الثالث والذي ير به تأبيد صورة عبر الإنشاء (التخييل والإبداع ) السياسي، وهي أن التحالف الأغلبي الحكومي الحالي، سيظل هو الوحيد المقبول للترشح للريادة والتوافق فيما بين مكوماته لتبوأ القيادة؛ في صيغة تناوب مستدام فيما بين الميزان والحمامة والجرار، مع ضمان نوع من الانفتاح على ” من يكمل الباهية ” من باب الاحتياط، ولربما قد تحصل المفاجأة في حدود هامش اللا يقين المفترض، ولكن دون المساس ب” ثوابت ” قواعد اللعبة المحددة في سياق التعبئة من أعلى .
غير أن الهدف الثالث الافتراضي والتوقعي هو ما يثير الاستغراب والتوجس؛ خاصة وأن ” الحملة ” السابقة لأوانها قد تم تلفيفها في ورق صقيل وبعبارة منمقة وجذابة سميت “”حكومة المونديال “”؛ وإن الجميع يعلم علم اليقين أن ” المونديال ” تنتمي مقتضيات مخطط و سيناريو إخراجه إلى مجال ” السياسة العامة “؛ وحتى إن حصل تفويض ما فلن يكون إلا لوزارات السيادة يشرف على تفاصيلها رئيس السلطة التنفيذية الثاني بالعطف أو التفويض …