أعلن المشير خليفة حفتر، الرجل القوي شرق ليبيا، الثلاثاء، ترشحه الى الانتخابات الرئاسية المقر رة في نهاية الشهر المقبل، بعد يومين فقط على تقديم سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافي، أوراق ترشيحه.
وقال حفتر في كلمة مصورة بثتها شاشات التلفزة “استجابة للمبادرات وامتثالا لقواعد الديموقراطية، أعلن ترشحي للانتخابات الرئاسية ليس طلبا للسلطة أو بحثا عن مكان، بل لقيادة شعبنا نحو التقدم والازدهار”.
وأضاف “اليوم، فتحت أمام الشعب أبواب الأمل لاستعادة الشرعية للعبور نحو شواطئ الأمان”.
وعقب إعلان الترشح، توجه حفتر إلى مقر مفوضية الانتخابات في بنغازي (شرق)، وقدم أوراق ترشيحه رسميا .
وقال لصحافيين قبيل مغادرته مقر المفوضية “المرحلة المقبلة صعبة”، مطالبا الليبيين ب”الاختيار الصحيح الذي لا يندمون عليه مرة ثانية”.
وعل ق حفتر في 22 سبتمبر مهامه العسكرية رسميا، تمهيدا للترشح للانتخابات، عملا بما ينص عليه القانون الانتخابي الذي أقر ه البرلمان الذي يتخذ من الشرق مقرا، وانتقده البعض على أنه مفص ل على قياس حفتر. ويسمح له القانون في حال لم يتم انتخابه بالعودة الى مهامه السابقة.
وكان حفتر على رأس “القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية” التي تستثني المجموعات العسكرية المتواجدة في الغرب الليبي وأجزاء من الجنوب.
وبرز خليفة حفتر في بداية انتفاضة 2011 التي شارك فيها للإطاحة بمعمر القذافي. وعاد الى ليبيا في مارس 2011 بعد عشرين عاما في المنفى، واستقر في بنغازي.
قاد معارك عسكرية عدة منذ ذلك الحين، ضد مجموعات تابعة للقذافي أولا، ثم ضد مجموعات جهادية، ثم ضد قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني السابقة في ليبيا، قبل التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر 2020.
عن برنامجه الانتخابي، قال حفتر اليوم “إذا ق د ر لنا تول ي الرئاسة بإرادتكم الحرة، فإن عقلنا مليء بأفكار لا تنضب لتحقيق التقدم والازدهار”.
ودعا الليبيين إلى ممارسة دورهم في الانتخابات. “ينبغي توجيه أصواتكم حيث يجب أن تكون، لبدء مرحلة المصالحة والسلام والبناء والاستقرار”.
وكان إعلان حفتر ترشحه للانتخابات الرئاسية متوقعا . علما أنه حاول قبل بدء المسار السياسي الحالي في ليبيا السيطرة على العاصمة عسكريا.
فقد أطلق عملية عسكرية واسعة في أبريل 2019 استمرت حتى منتصف العام الماضي، قبل أن تنسحب قواته نتيجة الخسائر العسكرية والضغوط الدولية.
وتم التوصل الى وقف إطلاق نار دائم في تشرين أكتوبر من العام الماضي. وأفضى حوار سياسي بين الأفرقاء الليبيين، برعاية أممية في جنيف في فبراير الماضي، إلى تشكيل سلطة سياسية تنفيذية موحدة مهمتها التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي حددت على التوالي في ديسمبر ويناير.
وغرقت ليبيا في الفوضى بعد ثورة 2011.
ويمكن أن يؤدي دخول المشير حفتر السباق الرئاسي إلى تعقيد المشهد السياسي وربما الأمني في البلاد التي تنقسم بشدة حول شخصه.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات الليبية خالد المنتصر لوكالة فرانس برس، “صحيح أنه فرض نفسه في المعادلة السياسية، لكن يظل شخصية جدلية مرفوضة من طيف كبير من غرب وجنوب البلاد، وبالتالي لا يمكن ضمان قبول عملية انتخابية تصل به إلى السلطة”